SULAIMANSORE1@GMAIL.COM +2348 132 064 831

شرح بعض أبيات الشيخ إبراهيم انياس من ديوانه

الشيخ سليمان صوري
شرح بعض أبيات الشيخ إبراهيم انياس من دواوينه الست

يقول المخالفون أن الشيخ رضي الله عنه في أكثر أبياته يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الخطاب كأنه حاضر معه كقوله في تيسير الوصول :

ألا يا رسول الله فارفع شكايتي *  إليك وحالي ما ترى العبد سود.

هذا أولا.
وثانيا : يشكي الشيخ رضي الله عنه بحوائجه الدنيوية والأخروية إليه صلى الله عليه وسلم ويقول أن منال الأقدمين منه صلى الله عليه وسلم كقوله في العروة الوثقى :

ومنك رسول الله نال خلافة *أبو البشر الأسمى أبو كل مرشد.
ومنك خليل والنجي وروحهم* أنيلوا مقامات على كل سيد

الجواب عن الإعتراض الأول :
إعلم أن الشيخ رضي الله عنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وقد تقدم حكم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة راجعه، ولو لم يكن الشيخ يراه يقظة فإنه صلى الله عليه وسلم كان حاضرا في ذهن الشيخ كل وقت وحين.
قال ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد ج 2 ص 191 : ﻣﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ اﻟﺴﻼﻡ على النبي في الصلاة ﻭﻗﻊ ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻟﺨﻄﺎﺏ؟ ﻓﺠﻮاﺑﻪ : ﺃﻣﺎ اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻠﻔﻆ اﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺨﺎﻃﺐ ﺗﻨﺰﻳﻼ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﻮاﺟﻪ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺟﺪا ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻗﺮﺏ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩا ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺷﺨﺼﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ:
ﻣﺜﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺫﻛﺮﻙ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ … ﻭﻣﺜﻮاﻙ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺄﻳﻦ ﺗﻐﻴﺐ
ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎﻝ ﻓﻬﻮ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺣﻘﺎ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮا ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺧﻄﺎﺏ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻭاﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻼﻡ اﻟﻐﻴﺒﺔ ﺗﻨﺰﻳﻼ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﻮاﺟﻪ اﻟﻤﻌﺎﻳﻦ ﻟﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﺣﻠﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺟﺰاﺋﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﺟﺰء ﺇﻻ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﻪ، ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ اﺳﺘﻴﻼء اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺤﺐ ﻭﻏﻠﺒﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮاﻩ ﻭﻟﻬﺬا ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻬﻢ ﻟﻤﺤﺒﻮﺑﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﺧﻄﺎﺏ اﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭاﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻌﻴﺎﻧﻲ ﻟﻜﻤﺎﻝ اﻟﻘﺮﺏ اﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻷﺷﺒﺎﺡ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ اﻷﺭﻭاﺡ ﻭﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﺜﻔﺖ ﻃﺒﺎﻋﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺒﻠﻎ اﻟﺤﺐ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺭﻭﺣﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻲء ﺃﺩﻧﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ..
وهذا ابن عمر يرفع صوته باسم النبي صلى الله عليه وسلم شوقا كأنه بين يديه. ثبت في مسند ابن أبي الجعد رقم 2539 – وبه عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، ما لرجلك؟ قال: ” اجتمع عصبها من هاهنا، قلت: ادع أحب الناس إليك، قال: (يا محمد،) فانبسطت “
وأخرجه البخاري في الأدب رقم 964 – بسنده، وابن سعد في طبقاته ج4 ص115 بسنده أيضا.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال ج 17 ص 143. وابن عساكر في تاريخ دمشق ج 31 ص177.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم رقم 168 بسنده
هذا الأثر صححه ابن تيمية في الكلم الطيب ج 1 ص 173 رقم 236 وابن القيم في الوابل الصيب ج1 ص 136.
وحاول الألباني تضعيفه بعنعنة أبي إسحاق! فرده بعض تلاميذه في كتابهم “ملتقى أهل الحديث” ط٢ ج 34 ص 223.
وللأثر شاهد أخرجه ابن السني في عمل اليوم رقم 169 – حدثنا جعفر بن عيسى أبو أحمد، ثنا أحمد بن عبد الله بن روح، ثنا سلام بن سليمان، ثنا غياث بن إبراهيم، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن مجاهد، عن ابن عباس، وذكره.
حتى حديث الأعمى الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء فيه ( يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي) بصيغة الخطاب مع أن الأعمى لم يكن بين النبي صلى الله عليه وسلم حين يدعو بالدعاء والحديث صحيح باتفاق المحدثين حققت جميع طرقه في كتابنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية.
الجواب عن الإعتراض الثاني :
إعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يشكون بحوائجهم الدنيوية والأخروية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد ضمن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أمورا عظاما ومقامات عاليات دنيوية وأخروية.
وفي صحيح البخاري رقم 5705 وفي مسند الإمام أحمد رقم 19913 قال عكاشة : أدع الله أن يجعلني منهم (يعني من أهل الجنة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أنت منهم”.
وضمن لأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله تعالى عنهم بالجنة.
وشكى بعض الصحابة الفقر والعري وقلة الشيئ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال ابن حوالة رضي الله عنه : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيئ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أبشروا فوالله لأنا لكثرة الشيئ أخوف مني عليكم من قلته.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين رقم 941 وفي الإيماء ج 3 ص 340. بإسناد صحيح.
وشكى أحد الصحابة العيلة والآخر قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما قطع السبيل فلا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير من الحيرة إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يخرج الرجل بصدقة ماله فلا يجد من يقبلها. أخرجه البخاري رقم 1413. وابن حبان رقم 7374.
شكاوى الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة حتى البهائم شكت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما هي مشهورة عند الجميع.
وبالجملة : إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين كما قال الله سبحانه وتعالى فآدم ونوح وإبراهيم من جملة العالمين كما قال الشيخ رضي الله عنه في تيسير الوصول :
وحاصل هذا القول أنك رحمة من الله مولى الخلق في البر والبحر
وزاد إيضاحا في مناسك أهل الوداد قائلا :
توهمت آيات النبي فعرفته. هو الكل منه الكل ليس عريب.
فمنه أبوه منه موسى كليمه كذا الخل قبل الروح منه نصيب. فيوضات خير الخلق فاضت عليهم.….
قوله رضي الله عنه : فيوضات خير الخلق فاضت عليهم، يفسر قوله ( هو الكل منه الكل) ويفسر قوله (منه نصيب)

التحدث بنعمة الله

قال الشيخ رضي الله عنه في ديوانه :

فمن رام دركي في اشتياق نبينا* فقد رام أمرا مستحالا محرما.
كمن رام درك الوصف أيضا قد أكثروا* ولكنهم قد غادروا متردما.
ورتبة كل المادحين قصيرة* عن إدراك ما عندي فسبقي يرسخ
فبيني وبين المادحين سرابخ* وعور فما جيبت لمدحي سربخ.

يتحدث الشيخ هنا بنعمة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى { وأما بنعمة ربك فحدث} عملا بحديث [ التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر] أخرجه أحمد في مسنده رقم 18449 ضعفه بعض العلماء وحسنه الألباني في صحيحته رقم 667.
كل من ذاق أدنى شيئ من العلم يعلم أن الجواهر واللآلي والدرر المملؤة في دواوين الشيخ رضي الله عنه لا يوجد مثلها في جميع كتب المديح لا في البردة ولا في العشرينية هذا ظاهر،
ديوان الشيخ لعمق قعره وقوة عطائه في إخراج صفات النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة والباطنة لذلك ترى المنكرين الذين لا قدم لهم في العلم ينكرون ما فيه عكس ما سواه من كتب المديح.

معنى العين والغين

فدع عنك نقط العين فالعين ظاهر. فنقطك عين العين أبدلك الغينا.
مراد الشيخ رضي الله عنه بالعين هنا حضرة الذات العلية هو الظاهر والباطن وهو معكم أقرب إليه من حبل الوريد
ومراده بالغين الأغيار يعني رؤية ما سوى الله سبحانه وتعالى. الواقف مع الأغيار ناقص ومسبوق، الكامل السابق هو المستغرق في الحضرة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سبق المفردون قالوا من المفردون؟ قال الذين يهترون في ذكر الله
أخرجه أحمد في مسنده رقم 8290 وغيره بأسانبد صحيحة.
معنى [المفردون] الإفراد بشيئ والتخلي به ومعنى [الهتر] أي الإستغراق والولوع في شيئ كما فسره ابن قتيبة وابن رجب في جامع الحكم وابن القيم في الوابل الصيب وغيرهم.
الإستغراق في الحضرة والفناء فيها يقول ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 10 ص219 : فإذا قوي على صاحب الفناء هذا فإنه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى.

لم يذكر الحق غيره

لذكر الذي لم يذكر الحق غيره مدى الدهر والآيام خير من ارسلا.
يعني لا يوجد من يذكر اللهٓ غيرُه لأنه صلى الله عليه وآله وسلم هو أول خلق ذكر الله وكل من عرف الله وذكره فلأجله عرف الله لأن الله خلق الخلق لأجله والكل تحته، صلى الله عليه وآله وسلم.
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 11 ص 96 : وَمُحَمَّدٌ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ. وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ وَمِنْ هُنَا قَالَ مَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِنْ أَجْلِهِ الْعَالَمَ أَوْ إنَّهُ لَوْلَا هُوَ لَمَا خَلَقَ عَرْشًا وَلَا كُرْسِيًّا وَلَا سَمَاءً وَلَا أَرْضًا وَلَا شَمْسًا وَلَا قَمَرًا.
يقول ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 11 ص 96 : إذَا كَانَ أَفْضَلُ صَالِحِي بَنِي آدَمَ مُحَمَّدٌ وَكَانَتْ خِلْقَتُهُ غَايَةً مَطْلُوبَةً وَحِكْمَةً بَالِغَةً مَقْصُودَةً أَعْظَمَ مِنْ غَيْرِهِ صَارَ تَمَامَ الْخَلْقِ وَنِهَايَةَ الْكَمَالِ حَصَلَ بِمُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

كون الشيخ عين النبي

هل الشيخ هو عين النبي صلى الله عليه وسلم؟ يزعم بعض المخالفين أن الشيخ رضي الله عنه صرح بأنه هو النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال في سير القلب :

فلو صوروني في الحقيقة لم يروا *سوى شخص محبوب به نتمتع.

وقال في تيسير الوصول :

مرادي كوني المصطفى عين عينه* وإلا فموتي فيه شوقا لعنصري

وقال في الإكسير :

يظنون بي خيرا ولا خير إنما* رأوا حضرة المحبوب ستر جمالك.

وقال في مناسك أهل الوداد :

ولم لا وعيني اليوم عين محمد* سرى سره في هيكلي وروائي.

الجواب : هذا هو حقيقة المحبة لا يبلغ المرأ حقيقة المحبة حتى يرى نفسه نفس محبوبه كما قال الشيخ
في نور الحق : قد احببته حتى أراني كنته…..
وهذا ابن تيمية يجيبك في مجموع فتاويه ج 10 ص219 تكلم عن الفناء في المحبوب حتى قال : يذكر: أن رجلا ألقى نفسه في اليم فألقى محبه نفسه خلفه فقال: أنا وقعت فما أوقعك خلفي قال: غبت بك عني فظننت أنك أني.
ويقول في مجموع فتاويه ج 2 ص 396. وفي ج 6 ص 26 وج 10 ص 339 قال : ﻳﺤﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺁﺧﺮ، ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻢ ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻠﻔﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻚ ﺧﻠﻔﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﺒﺖ ﺑﻚ ﻋﻨﻲ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﻲ.
قال ابن القيم في روضة المحبين ج 1 ص 285 : ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻤﺮﺽ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻤﺮﺽ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺤﺮﻛﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺑﻜﻼﻡ ﻓﻴﺘﻜﻠﻢ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻌﻼﻡ ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ: “ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺻﺮﻱ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﺼﻴﻪ” ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻨﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: “ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﻌﺎﻡ” ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻗﺎﻝ: ” ﻓﺈﻧﻚ ﺁﺗﻴﻪ ﻭﻣﻄﻮﻑ ﺑﻪ” ﺛﻢ ﺟﺎء ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻌﻼﻡ ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩيننا ﻭﻧﺮﺟﻊ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺤﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺻﺮﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻨﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﻌﺎﻡ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻧﻚ ﺁﺗﻴﻪ ﻭﻣﻌﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺮﻓﺎ ﺑﺤﺮﻑ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮاﻃﺆ ﻭﻻ ﺗﺸﺎﻋﺮ ﺑﻞ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻣﺤﺐ ﻟﻤﺤﺒﻮﺏ… ﻭﻣﻦ ﻫﺬا ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﺮﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﻮﺭ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻨﺰﻝ ﺑﻬﺎ اﻟﻮﺣﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺗﻘﻮي ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻮاﻝ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﺬا ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﻬﻤﺔ ﺑﻪ ﻭﺗﻮﺟﻪ اﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭاﺗﺤﺎﺩ ﻣﺮاﺩﻩ ﺑﻤﺮاﺩﻩ ﻭﺭﺑﻤﺎ اﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ اﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺽ ﻭاﻟﺼﺤﺔ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﻭاﻟﺤﺰﻥ ﻭاﻟﺨﻠﻖ.

الدنيا من جوده صلى الله عليه وسلم

يقول المخالفون أن الصوفيين يغالون في مدح النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقولون أن الدنيا والآخرة من جوده صلى الله عليه وسلم، وعلم اللوح بعض علمه صلى الله عليه وسلم كما قال الشيخ في تيسير الوصول : فمن جوده الدنيا والأخرى وعلمه أمد قلام اللوح بعض الذي وعا.
وقال : ومن حسنه حور الجنان تزينت ومن نوره نور البدور تفرعا.
وفسر الشيخ جميع ما تقدم بقوله في إكسير السعادة :
ومن علمه لوح العلي وجوده به وعليه الخلق والأمر ينسج.
الجواب : المراد بقوله : من جوده الدنيا والأخرى يعني رحمة الدنيا والأخرة كلها منه كما قال الله في كتابه { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الدنيا والأخرى من العالمين. ولو لاه ما خُلق الكل، كما تقدم في حديث أول ما خلق الله نور نبيك الخ
قال ابن جرير الطبري في تفسيره ج 18 ص 552 : ﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭاﻟﻜﺎﻓﺮ..
وقال فخر الدين الرازي في تفسيره ج 2 ص 444: عند ﻗَﻮْله ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ: ﻭَﻣﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨﺎﻙَ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
قال : اﻟْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔُ ﻣِﻦْ ﺟُﻤْﻠَﺔِ اﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻣُﺤَﻤَّﺪٌ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻟﺴَّﻼَﻡُ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﻟَﻬُﻢْ.
قال الحاكم في مستدركه 100 : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ اﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻬﺪاﺓ» . «ﻫَﺬَا ﺣَﺪِﻳﺚٌ ﺻَﺤِﻴﺢٌ ﻋَﻠَﻰ ﺷَﺮْﻃِﻬِﻤَﺎ ﻓَﻘَﺪِ اﺣْﺘَﺠَّﺎ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺑِﻤَﺎﻟِﻚِ ﺑْﻦِ ﺳُﻌَﻴْﺮٍ، ﻭَاﻟﺘَّﻔَﺮُّﺩُ ﻣِﻦَ اﻟﺜِّﻘَﺎﺕِ ﻣَﻘْﺒُﻮﻝٌ.
قال البيهقي في الشعب ج 2 ص 529 : ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻬﺪاﺓ ” ﻳَﻌْﻨِﻲ ﺃُﻫْﺪِﻳﺖُ ﻟَﻜُﻢْ.
ﻫَﺬَا ﻣُﺮْﺳَﻞٌ، ﻭَﺭَﻭَاﻩُ ﺯِﻳَﺎﺩُ ﺑْﻦُ ﻳَﺤْﻴَﻰ اﻟْﺤَﺴَّﺎﻧِﻲُّ، ﻋَﻦْ ﻣَﺎﻟِﻚِ ﺑْﻦِ ﺳُﻌَﻴْﺮٍ، ﻋَﻦِ اﻷَْﻋْﻤَﺶِ ﻣَﻮْﺻُﻮﻻً.
ولهؤلاء الطلبة سوء الفهم يظنون أن مراد الشيوخ بقولهم (الدنيا والأخرى من جوده) يعني النبي صلى الله عليه وسلم يجود الدنيا والآخرة لمن يشاء وهو خالقهما! سبحان الله ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟
بل صح في صحيح البخاري رقم 71 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما أنا قاسم والله يعطي.
المراد بقوله ( وعلمه أمد كلام اللوح بعض الذي وعا) كقول البوصيري (ومن علومك علم اللوح والقلم)
يعني : جميع ما في اللوح من علمه صلى الله عليه وآله وسلم لأن ما في اللوح المحفوظ من القرآن وما كان وما يكون إلى يوم القيامة في علمه صلى الله عليه وآله وسلم وتطلع الملائكة على ما في اللوح.
فقد وُصِفَ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأنه خازن علم الله المخزون ولم يرد في أي حديث أن اللوح خازن علمه، ثبت في تهذيب الآثار لابن جرير الطبري رقم 352 عن علي كرم الله وجهه في صلاته على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ﻓَﻬُﻮَ ﺃﻣﻴﻨﻚ اﻟْﻤَﺄْﻣُﻮﻥ، ﻭﺧﺎﺯﻥ ﻋﻠﻤﻚ اﻟﻤﺨﺰﻭﻥ)
وهذا الأثر صحيح سلامة الكندي الراوي عن علي ثقة وثقه النقاد كما أثبته في حجة الأولياء..
نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم علمه الله كل شيئ كما ورد في حديث صحيح (أتاني الليلة آت من ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد… فوضع يده على كتفي فعلمت ما في السموات والأرض!)
وفي لفظ : (فتجلى لي كل شيء وعرفت) . صححه الألباني في صحيحته رقم 3169.
وروى الحديث الترمذي ج 5، ص 268 وأحمد ج 5، ص247، رقم 3484 : عن عبد الله بن عباس؛ وعن ثوبان ورواه عبد الرحمن وأبو أمامة وأبو هريرة وجابر بن سمرة وغيرهم. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات رقم 644 من طرق بلفظ : فعلمت ما في السماء والأرض وحسنه. ورواه الطبراني في الكبير برقم 290 بلفظ : (فعلمت من كل شيء وبصرته.)
إذًا النبي صلى الله عليه وسلم علمه كل شيئ فلله الحمد والشكر.
ربما يقول المنكر : إذا كان ما في اللوح بعض علمه صلى الله عليه وآله وسلم فأين علم الله !؟
الجواب : قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من أين أتاك أن علم الله سبحانه وتعالى محصور في اللوح يا مسيئ الأدب؟
سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

معنى عين الذات

قال الشيخ رضي الله عنه في التيسير :
بروز تجلي الذات أول عابد وواسطة الأحوال في القبض والبسط.
وقال في الإكسير :
فهو تجلي الذات بل هو عينها فملك العلي منها كذا الملكوت.
تبدت له ذات المهيمن ساذجا….
هو العين عين الهاء والهاء عينه…
تجلت له الذات العلية ساذجا وعين العمى والطمس معطى ومتحفا.
وقال في نور الحق :
أحب إله الحق عين محمد. أفاض له منه إليه مدانيا.
مراد الشيخ رضي الله عنه بالعين والتجلي في هذه الأبيات تجلي الذات العلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فصار النبي كالمرآة للذات يُرى الذات فيه كما قال شيخه الشيخ التجاني رضي الله عنه في جواهر المعاني صفحة 239 عند شرح الصلاة الغيبة قال الشيخ رضي الله عنه : قوله ( اللهم صل وسلم على عين ذاتك العلية) يعني أن الحق سبحانه وتعالى تجلى بكمال ذاته الذاتية في الحقيقة المحمدية فهي للذات العلية كالمرآة تترائ فيها فبهذه الحيثية كانت الحقيقة المحمدية كأنها عين الذات لا أنه حقيقتها ولو كان هو عين الذات لعبد وهذا لا يتأتى بل هو مخلوق.
وقال صفحة 236 في شرح جوهرة الكمال عند قوله (اللهم صل على عين الحق) قال : الحق المحض هو الذات العلية وما عداها باطل وهذا لا يطلق على النبي صلى الله عليه وسلم والمراد بالحق هنا العدل الذي هو صفة الحق سبحانه وتعالى….. الخ
قلت : ابن تيمية أثبت مثل هذه التجليات الإلهية في مجموع فتاويه قال فيه ج 6 ص 28 : ﻇﻬﻮﺭ اﻷﺟﺴﺎﻡ اﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﺟﺴﺎﻡ اﻟﺸﻔﺎﻓﺔ ﻛﺎﻟﻤﺮﺁﺓ اﻟﻤﺼﻘﻮﻟﺔ ﻭاﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻓﻲ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻭاﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻛﺬاﻙ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺭﺑﺎﺏ اﻟﺘﺠﻠﻲ ﻳُﺮﻯ في صفوها ا اﻟﻠﻪُ اﻟﻌﻈﻴﻢُ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺁﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻭاﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ..وقال بعد أسطر : ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺃﺭﻭاﺣﻬﻢ: ﻓﻴﻈﻬﺮ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ اﻟﻤﻌﻈﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺅﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ. ﻭﺫﻟﻚ ﻧﻮﻉ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ. ﻭﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ : {ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ}.

الله يصلي على النبي

رأيت وقد مد المهيمن ظله يصلي على عبد على السر والنجوى.
يشير الشيخ رضي الله عنه إلى قوله سبحانه وتعالى {{ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } وقوله تعالى { إن الله وملائكته يصلون على النبي}
مراد الشيخ بظل المهيمن هنا ظل التكوين على الخليقة بعد التكوين صلى على أول الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يقول ابن القيم في مدارج السالكين ج 3 ص 230 :
ﻓَﺎﻟﺮُّﺅْﻳَﺔُ ﻭَاﻗِﻌَﺔٌ ﻋَﻠَﻰ ﻧَﻔْﺲِ ﻣَﺪِّ اﻟﻈﻞ، ﻻَ ﻋَﻠَﻰ اﻟَّﺬِﻱ ﻣﺪه ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻭَاﻟْﻤُﺮَاﺩُ: ﻓِﻌْﻠُﻪُ ﻣِﻦْ ﻣَﺪِّ اﻟﻈِّﻞِّ، ﻫَﺬَا ﻛَﻼَﻡٌ ﻋَﺮَﺑِﻲٌّ ﺑَﻴِّﻦٌ ﻣَﻌْﻨَﺎﻩُ،
وقال ج 3 ص 273 : اﻟَّﺬِﻱ ﻣَﺪَّ ﻇِﻞَّ اﻟﺘَّﻜْﻮِﻳﻦِ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﺨَﻠِﻴﻘَﺔِ ﻣﺪا ﻃَﻮِﻳﻼً، ﺛُﻢَّ ﺟَﻌَﻞَ ﺷَﻤْﺲَ اﻟﺘَّﻤْﻜِﻴﻦِ ﻟِﺼَﻔْﻮَﺗِﻪِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺩَﻟِﻴﻼً، ﺛُﻢَّ ﻗَﺒَﺾَ ﻇِﻞَّ اﻟﺘَّﻔْﺮِﻗَﺔِ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻗَﺒْﻀًﺎ ﻳَﺴِﻴﺮًا ﻓَﺎﺳْﺘَﻌَﺎﺭَ ﻟِﻠﺘَّﻜْﻮِﻳﻦِ ﻟَﻔْﻆَ اﻟﻈِّﻞِّ ﺇِﻋْﻼَﻣًﺎ ﺑِﺄَﻥَّ اﻟْﻤُﻜَﻮِّﻧَﺎﺕِ ﺑِﻤَﻨْﺰِﻟَﺔِ اﻟﻈﻞ ﻓِﻲ ﻋَﺪَﻡِ اﺳْﺘِﻘْﻼَﻟِﻬَﺎ ﺑِﺄَﻧْﻔُﺴِﻬَﺎ؛ ﺇِﺫْ ﻻَ ﻳَﺘَﺤَﺮَّﻙُ اﻟﻈِّﻞُّ ﺇِﻻَّ ﺑِﺤَﺮَﻛَﺔِ ﺻَﺎﺣِﺒِﻪِ،

النبيّ صفة واسم وذات

قال في الإكسير :
فهو صفة واسم وذات وغيبها. وهو قاسم عدل كريم ومقسط.
وأحمد سر الذات والذات سرها تقاصر عن إدراكه الجلد واهنا
يعني : الحضرات الثلاثة حضرة الذات والصفات والأسماء كلها مظاهره صلى الله عليه وآله وسلم، يعني من دخل حضرة الأسماء يجده صلى الله عليه وسلم هناك ومن دخل حضرة الصفات يجده وكذلك من دخل حضرة الذات. لأنه واسطة الكل صلى الله عليه وآله وسلم.
مثل هذه الحضرات يقول ابن القيم في الفوائد ج 1 ص 182 : ﻓَﺈِﻥ اﻟﻌَﺒْﺪ ﻳﺘﺮﻗّﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻷَْﻓْﻌَﺎﻝ ﺇِﻟَﻰ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﻭَﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﺇِﻟَﻰ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻟﺬَّاﺕ ﻓَﺈِﺫا ﺷَﺎﻫﺪ ﺷَﻴْﺌﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻝ اﻷَْﻓْﻌَﺎﻝ اﺳْﺘﺪﻝَّ ﺑِﻪِ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﺛﻢَّ اﺳﺘﺒﺪﻝ ﺑِﺠَﻤَﺎﻝ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ اﻟﺬَّاﺕ ﻭَﻣﻦ ﻫَﻬُﻨَﺎ ﻳﺘَﺒَﻴَّﻦ ﺃَﻧﻪ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻟَﻪُ اﻟْﺤَﻤﺪ ﻛُﻠﻪ.

لم يُر إلا ظله

قال الشيخ رضي الله عنه في الإكسير :
فما ريئ من خير الأنام محمد سوى ظله ماحي الظلال مثقفا.
مراد الشيخ رضي الله عنه بظله هنا جسده صلى الله عليه وآله وسلم، يعني لا يعرف حقيقته أحد إلا الله سبحانه وتعالى تقاصر عن إدراك حقيقته الكل، وهذا متفق عليه عند الصوفية، حتى ابن تيمية يقول في مقدمة كتابه الصارم المسلول ج 1 ص 2 : ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﺪاﻧﺎ ﺑﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﻮﺭ ﻭﺁﺗﺎﻧﺎ ﺑﺒﺮﻛﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﻳﻤﻦ ﺳﻔﺎﺭﺗﻪ ﺧﻴﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺻﺮﺕ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭاﻷﻟﺴﻨﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻧﻌﺘﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﺒﻴﺎﻥ اﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻬﺎ ﻭﺻﻤﺘﻬﺎ.
محل الشاهد قوله ( تقاصرت العقول عن معرفتها)
فلله الحمد والشكر.

القسم بالعمر

قال الشيخ رضي الله عنه في تيسير الوصول :
فَإِنِّي لَعَمْرِي مَا بَقِيـتُ مُتَيَّــمٌ بِحُبِّ رَسُولِ اللّٰهِ كَهْفِي وَمُنْقِذِي
قال في الإكسير :
لَعَمْرِي وَمَا عَمْرِي عَلَــيَّ بِهَيِّـنٍ لَنِعْمَ الْمُقَفَّى هَادِيًا وَعَلِـي الْخُلْـقِ
وَغِبْتَ عَنِ الْمَكْنُونِ وَالْغَيْبِ رَاقِيًا وَفُتَّ لَعَمْـرِي كُــلَّ دَارٍ وَدَارِكِ
اختلف العلماء في حكم القسم بالعمر “لعمري” والراجح جوازه وقد أجازه الجمهور.
لأن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أقسم بالعمر في حديث بيع جمل جابر في مسند أحمد رقم 14864، وفي حديث الرقية بسورة الفاتحة في مسند أحمد رقم 21836. بإسناد صحيح.
في جامع معمر رقم 20832 أقسم ابن عمر بالعمر (لعمري) وأقسم به عائشة في البخاري رقم 4695،
وفي جامع ابن وهب رقم 668، وأقسم به أسيد بن حضير في مسند الامام أحمد رقم 19095،
أما في مصنف عبد الرزاق فقد كرر القسم بالعمر “لعمري” إحدى وعشرين مرة،
وفي مسائل إمام أحمد إسحاق بن راهويه ج 9 ص 4893 : سئل أحمد : ﻳﻜﺮﻩ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﻟﻌﻤﺮﻙ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﺑﺄﺳﺎً. أقسم أحمد بن حنبل بالعمر ” لعمري” في مسائله أربع وعشرين مرة.
وأقسم به ابن تيمية في مجموع فتاويه تسع مرات.

كيفية العروج إلى الله

قال في مناسك أهل الوداد :
جهارا لقيت المصطفى بعروجي إلى الله من ذا الكون وقت خروجي.
فسر الشيخ رضي الله عنه مراده بالعروج وكيفيه في سلوة الشجون قال :
سرى المصطفى ليلا ووافى بخمسة عرجنا بها والفضل للمتقدم. إذا قمت من بعد الوضوء مرتلا وتسجد من بعد الركوع المعظم.. لقد طويت عنك المسافة جهرة وصلت إلى المحبوب كبر وعظم
يشر الشيخ رضي الله عنه إلى الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد في مسنده رقم 9461 وغيره بأسانيد صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.

فضل يوم الإثنين

قال الشيخ رضي الله عنه في سلوة الشجون :
لأفضل أرض حل أفضل مرسل بأفضل يوم فاستبان كماله.
قوله ( بأفضل أرض) أي أرض مكة المكرمة، فضل مكة على المدينة فيه خلاف ما عدا الروضة، الشريفة أما الروضة يعني مضجعه صلى الله عليه وآله وسلم فهي أفضل من مكة والعرش والكرسي.
وقوله (بأفضل يوم) يعني يوم الإثنين صح في الحديث أن خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة. أخرجه أحمد في مسنده رقم 9207 وغيره،
ويوم الإثنين أفضل من حيث كان يوما يفتح فيه الجنة رواه مسلم رقم ،2565، ويومه ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يصوم يومه أخرجه أحمد رقم 22550،. ولم يٓرِد أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الجمعة أو يُفتٓح الجنة يومه.

من رأى الشيخ لا يشقى

قال الشيخ رضي الله عنه في العروة الوثقى :
حلفت يمينا إنني لا يحبني سوى أسعد والعكس في حال بغضي.
وإن خطوطي للأنام سعادة فلم يشق يوما من رآني وخطيا.
بعض المخالفين ينكرون هذين البيتين ويقولون أن أبا لهب وأبا جهل وربيعة وغيرهم من صناديد كفار مكة رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودخلوا النار!.
الجواب : إعلم أن أبا لهب وأبا جهل وربيعة وأمثالهم من كفار قريش لم يروا سيدنا محمد النبي بل رأوا محمد بن عبد الله يتيم مكة، أما من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو رأى من رأى النبي أو رأى من رأى من رأى النبي يسعد ويدخل الجنة على ضوء حديث الذي أخرجه الحاكم في مستدركه رقم 6994، وابن أبي عاصم في كتاب السنة رقم 1483، وصححه المتشدد الألباني في صحيحته رقم 1254، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﻟﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﺁﻣﻦ ﺑﻲ.
أما الترمذي فقد أخرجه في سننه رقم 3858 – حدثنا يحي بن حبيب بن عربي البصري أخبرنا أن موسى بن ابراهيم بن كثير الأنصاري قال : سمعت طلحة بن خراش يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تمس النار مسلماً رأني أو رأى من رأني. قال طلحة : فقد رأيت جابر بن عبد الله وقال موسى وقد رأيت طلحة قال يحي : وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجوا الله هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري، وروى علي ابن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث.
قلت : رواية الترمذي تناقض فيها الألباني ضعفها في ضعيف الجامع رقم 6277، وحسنه في هداية الرواة رقم 5958،
ورواية الطبراني في معجم الأوسط رقم 6106 قال : طوبى لمن رأى من رأى من رأى من رأى من رأى من رآني

صلاة النبي طاعتي دهري

قال الشيخ رضي الله عنه في العروة الوثقى :
فإكسير هذا العبد حب محمد وكنزي أن أثني عليه ثناء.
وذا طاعتي دهري وصومي وحجي. وفيه صلاتي منه نلت غناء.
ربما يقول المنكر أن هذا البيت يدل على أن الشيخ رضي الله عنه كان لا يصلي ولا يصوم ولا يحج بل كان يمدح النبي فقط وذلك طاعته دهرا !
الجواب : إعلم أن أبيات الشيخ يفسر بعضها البعض وقد فسر الشيخ قوله ( وذا طاعتي دهري) في شفاء السقام فقال :
رفضت جميع الشعر غير مديحه سوى دعوة المولى أو أن أقصد الذكر.

ما ثم غير المصطفى

قال الشيخ رضي الله عنه في العروة الوثقى :
فصل وصم واشرب وكل وانكحن وصل فما ثم غير المصطفى وحلاه.
وهل ثم غير المصطفى وجماله. وهل ثم من هاد سواه ومنقذ
مراد الشيخ بقوله ( ما ثم غير المصطفى وحلاه)
يعني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو بذرة الكون والكل منه إذًا ما ثم غيره وجماله المخلوق منه صلى الله عليه وسلم
ويشير أيضا إلى فنائه في محبوبه صلى الله عليه وآله وسلم من فنى في محبوبه لا يرى شيئا إلا محبوبه كما تقدم من كلام ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 2 ص 396 قال : ﻳﺤﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺁﺧﺮ، ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻢ ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻠﻔﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻚ ﺧﻠﻔﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﺒﺖ ﺑﻚ ﻋﻨﻲ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﻲ.
وأخيرا نقول للذين ينكرون بعض أبيات الشيخ رضي الله عنه لقصور علمهم ويفسرونها حسب أهوائهم من غير تعلمها من أهلها، أقول لهم : إرجعوا إلى قاعدة شيخكم ابن تيمية التي قدمناها لكم في مقدمة هذا الكتاب لتنقذوا أنفسكم من ردغة الخبال يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال” . أخرجه أحمد (5385)وغيره بإسناد صحيح .

Lorem Ipsum

Leave Your Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Cheikh Souleymane Sore - Copyright 2024. Designed by Habib JS