SULAIMANSORE1@GMAIL.COM +2348 132 064 831

ظاهر اللفظ يؤدي إلى التشبه

 ظاهر اللفظ يؤدي إلى التشبه والتجسيم 


قال مفسر الحنابلة سراج الدين الدمشقي في اللباب في علوم القرآن ج 10 ص 481 : قوله «ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ» ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺟﺮاﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻟﻮﺟﻮﻩ… وذكر تأويلات.
 وفي المسودة لآل تيمية ج 1 ص 249 : ﻗﺪ ﻓﺮﺽ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺃﻭ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎءﺕ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻱ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺎﺑﻦ اﻟﺠﻮﺯﻯ ﻣﻦ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺒﻪ.

وقال ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف ص 6 : ﻭﻟﻴﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﺭ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺣﻮاﺩﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺣﺪﺙ ﻣﻦ اﻧﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﺸﺬﻭﺫﻩ ﻋﻦ اﻷﺋﻤﺔ ﻭاﻧﻔﺮاﺩﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻔﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻪ اﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ.

قال ابن حجر في الفتح ج ٣ ص ٣٠ : ﻗﻮﻟﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ اﺳﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﺒﺖ اﻟﺠﻬﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻌﻠﻮ ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻷﻥ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺤﻴﺰ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮاﻝ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻫﻢ اﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ.
وفي الأسماء والصفات للبيهقي ج ٢ ص ٣١٧ : قال أبو سليمان الخطابي : هذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية والكيفية عن الله تعالى وعن صفاته منفية.
وفيه ج ٢ ص ١٩٠ : والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهبا يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه.

قال الذهبي في سيره ج ١٤ ص ٣٩٧ في ترجمة العبدري : كان من بحور العلم لو لا تجسيم فيه.. وﻛﺎﻥ ﺳﻴﺊ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ.
قـــال الحـــافظ ابـــن الجــوزي في كتابه دفع شبه التشبيه ص 100 [ وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصـفات تسـمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقـل ولا مـن العقـل،….. قالوا : لا نحملها على توجيه اللغةمثـل يد على نعمة وقدرة، ومجيء وإتيان على معنى بِر ولطف، وساق على شدة، بل قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفـة والظاهر هـو المعهـود مـن نعـوت الآدميـين، ويقولـون : نحـن أهـل السنة.
وفي شرح مسلم للنووي ج ٦ ص ٣٦: ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺬﻫﺒﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭاﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﺳﺒﻖ ﺇﻳﻀﺎﺣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻣﺨﺘﺼﺮﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﺣﻘﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻭﻋﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭاﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺳﻤﺎﺕ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻜﻲ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻷﻭﺯاﻋﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﺄﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮاﻃﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬا ﺗﺄﻭﻟﻮا ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺄﻭﻳﻠﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻝ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻌﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻛﺬا ﺇﺫا ﻓﻌﻠﻪ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ اﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﻋﻴﻦ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭاﻟﻠﻄﻒ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.

وفيه ج ٥ ص ٢٤ : ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻓﻘﻴﻬﻬﻢ ﻭﻣﺤﺪﺛﻬﻢ ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﻬﻢ ﻭﻧﻈﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻘﻠﺪﻫﻢ ﺃﻥ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻜﻢ اﻷﺭﺽ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺑﻞ ﻣﺘﺄﻭﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ.

وقال ابـن العربـي المعـافري الأشـعري فـي عارضـة الأحـوذي ج 9 ص 225 : (وقد بينَّا بأن كل صفةِ حدوثٍ تقتضـي التغيير وذلـك ممـا لا يوصف االله به كالمرض والمشي والضحك والفرح والنزول ونحو ذلـك، فإذا
وصف نفسه بشيئ من ذلك لا يقال نمره كما جاء بإجماع الأمة ولكنه يحمل على التأويل.

وفي إثارة الفوائد لصلاح الدين العلائي ج 1 ص 219 : ﺃﻣﺎ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻟﻠﻘﻄﻊ ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﺤﺪﻭﺙ.

قال ابن جماعة في كتابه إيضاح الدليل ج 1 ص 59 : ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺮﻑ اﻟﻠَّﻔْﻆ اﻟْﻤُﺘَﺸَﺎﺑﻪ ﺁﻳَﺔ ﻛَﺎﻥَ ﺃَﻭ ﺣَﺪِﻳﺜﺎ ﻋَﻦ ﻇَﺎﻫﺮﻩ اﻟﻤﻮﻫﻢ ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﺃَﻭ اﻟْﻤﺤَﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺿﻞ ﻭَﻣﻦ ﻓﺴﺮﻩ ﺗَﻔْﺴِﻴﺮا ﺑَﻌﻴﺪا ﻋَﻦ اﻟْﺤﺠَّﺔ ﻭاﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻗَﺎﺋِﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻳﻎ ﻭاﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺿﻞ.

قال ابن حزم في كتابه الفصل في الملل ج 2 ص 127 : ﻗَﺎﻝَ اﻷَْﺷْﻌَﺮِﻱّ ﺇِﻥ اﻟﻤُﺮَاﺩ ﺑﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺃَﻳْﺪِﻳﻨَﺎ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﻌْﻨَﺎﻩُ اﻟﻴﺪاﻥ ﻭَﺇِﻥ ﺫﻛﺮ اﻷَْﻋْﻴﻦ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﻌْﻨَﺎﻩُ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻭَﻫَﺬَا ﺑَﺎﻃِﻞ ﻣﺪْﺧﻞ ﻓِﻲ ﻗَﻮﻝ اﻟﻤﺠﺴﻤﺔ.

تنبيه : أخطأ ابن عبد البر في كتاب التمهيد ج 7 ص 145 حيث قال : ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﻮﻥ ﻋَﻠَﻰ اﻹِْﻗْﺮَاﺭِ ﺑِﺎﻟﺼِّﻔَﺎﺕِ اﻟْﻮَاﺭِﺩَﺓِ ﻛُﻠِّﻬَﺎ ﻓِﻲ اﻟْﻘُﺮْﺁﻥِ ﻭَاﻟﺴُّﻨَّﺔِ ﻭَاﻹِْﻳﻤَﺎﻥِ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﺣَﻤْﻠِﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﺤَﻘِﻴﻘَﺔِ ﻻَ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﻤَﺠَﺎﺯِ ﺇِﻻَّ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻻَ ﻳُﻜَﻴِّﻔُﻮﻥَ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻣِﻦْ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﻻَ ﻳَﺤُﺪُّﻭﻥَ ﻓِﻴﻪِ ﺻِﻔَﺔً ﻣَﺤْﺼُﻮﺭَﺓً.
ونقض نفسه في ج 24 ص 405 لما ساق أحاديث اليد كقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده… قال : ومخرج هذه الأحاديث كلها مجاز في الصفات مفهوم عند أهل العلم.
ونقض نفسه ثانيا في الإستذكار ج 5 ص 96 قائلا : ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻗَﻮْﻟُﻪُ (ﻳَﻀْﺤَﻚُ اﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَﻴْﻪِ) ﺃَﻱْ ﻳَﺘَﻠَﻘَّﺎﻩُ اﻟﻠَّﻪُ – ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ – ﺑِﺎﻟﺮَّﺣْﻤَﺔِ ﻭَاﻟﺮِّﺿْﻮَاﻥِ ﻭاﻟﻌﻔﻮ ﻭاﻟﻐﻔﺮاﻥ ﻭﻟﻔﻆ اﻟﻀﺤﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﺠﺎﺯا ﻷَِﻥَّ اﻟﻀَّﺤِﻚَ ﻻَ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻣِﻦَ اﻟﻠَّﻪِ – ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ – ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻫُﻮَ ﻣِﻦَ اﻟْﺒَﺸَﺮِ ﻷَِﻧَّﻪُ ﻟَﻴْﺲَ ﻛَﻤِﺜْﻠِﻪِ ﺷَﻲْءٌ ﻭَﻻَ ﺗُﺸْﺒِﻬُﻪُ اﻷَْﺷْﻴَﺎءُ.
وقد رده ابن الجوزي في صيد الخاطر ج 1 ص 98 قائلا : ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﻮاﻡ ﻳﺪﻋﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﺑﺤﻤﻠﻬﻢ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻣﺮﻭﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءﺕ، ﺳﻠﻤﻮا؛ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ ﺟﺎء، ﻭﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻋﺘﺮاﺽ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﺽ، ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻻ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻗﻮاﻣًﺎ ﻗﺼﺮﺕ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ؛ ﻓﺮﺃﺕ ﺃﻥ ﺣﻤﻞ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻧﻮﻉ ﺗﻌﻄﻴﻞ، ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮا ﺳﻌﺔ اﻟﻠﻐﺔ، ﻟﻢ ﻳﻈﻨﻮا ﻫﺬا…. ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺠﺒﺖ ﻟﺮﺟﻞ ﺃﻧﺪﻟﺴﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ، ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ، ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻮﻟﻪ: ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻌﻨﻰ. ﻭﻫﺬا ﻛﻼﻡ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؛ ﻷﻥ ﻫﺬا اﺳﺘﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ اﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻓﻘﺎﺱ ﺻﻔﺔ اﻟﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺆﻻء ﻭاﺗﺒﺎﻉ اﻷﺛﺮ؟! ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻜﻠﻤﻮا ﺑﺄﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ اﻟﻤﺘﺄﻭﻟﻮﻥ، ﺛﻢ ﻋﺎﺑﻮا اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ.

كان إمام مالك ينهى أن يحدّث بأحاديث الصفات قال ابن رشد – الجد المالكي- في البيان والتحصيل ج 18 ص 504 : قال ابن القاسم ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺵ، ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻪ، ﻭﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ : ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻘﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺨﺎﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا.
قال ابن رشد : إنما نهى مالك عن التحدث بالأحاديث اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﻜﺜﺮ اﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﺸﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺴﻤﻌﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎﻝ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﺇﻟﻰ ﻇﻨﻮﻧﻬﻢ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﻬﺎ. ﻭﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺘﻔﻲ ﺑﻪ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻇﺎﻫﺮﻩ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ، ﻛﺎﻹﺗﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻫﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻇﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﻤﺎﻡ ﻭاﻟﻤﻼﺋﻜﺔ} ﻭاﻟﻤﺠﻲء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﺟﺎء ﺭﺑﻚ ﻭاﻟﻤﻠﻚ ﺻﻔﺎ ﺻﻔﺎ} ﻭاﻻﺳﺘﻮاء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺛﻢ اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ} ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮﺓ، ﻛﺎﻟﻀﺤﻚ، ﻭاﻟﺘﻨﺰﻳﻞ، ﻭﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ.

في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 7 ص 182 : ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ: ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻋﻤﻦ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ “ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ” ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻱ ﺟﺎء: “ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦﺳﺎﻗﻪ”، “ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﺭاﺩ. ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻜﺎﺭا ﺷﺪﻳﺪا، ﻭﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻪ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻫﻮ؟ ﻗﻴﻞ: اﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺰﻧﺎﺩ. ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟﻤﺎ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﺎ اﻟﺰﻧﺎﺩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻋﺎﻣﻼ ﻟﻬﺆﻻء ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ.
يعني كان عاملا لبني أمية كما في تاريخ ابن معين رقم 1110 – ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﺑﻮ اﻟﺰﻧﺎﺩ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺆﻻء اﻟﻘﻮﻡ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺿﺎه

قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 2 ص 99 : طريق السلف أن نثبت لله ما أثبت لنفسه مع الجزم بأن ظاهر هذه الآيات غير مراد، وأن الأصل تنزيه الله تعالى عن كل ما يماثل المخلوقين. وقال ابن عثيمين في مجموع فتاويه ج 4 ص 30 : ﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺨﻠﻘﻪ، ﻓﻬﺬا ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ ﻗﻄﻌﺎ.
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 6 ص 358 : ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩﺓ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﺃﺻﺒﺖ ﻓﻲ ” اﻟﻤﻌﻨﻰ.

Lorem Ipsum

Leave Your Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Cheikh Souleymane Sore - Copyright 2024. Designed by Habib JS