الفناء في حب الشيخ

الفناء في الشيخ عند ابن تيمية
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 2 ص 396. وفي ج 6 ص 26 وج 10 ص 339 قال : ﻳﺤﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺁﺧﺮ، ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻢ ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻠﻔﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻚ ﺧﻠﻔﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﺒﺖ ﺑﻚ ﻋﻨﻲ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﻲ.
قال ابن القيم في روضة المحبين ج 1 ص 285 : ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻤﺮﺽ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻤﺮﺽ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺤﺮﻛﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺑﻜﻼﻡ ﻓﻴﺘﻜﻠﻢ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻌﻼﻡ ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ: “ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺻﺮﻱ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﺼﻴﻪ” ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻨﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: “ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﻌﺎﻡ” ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻗﺎﻝ: ” ﻓﺈﻧﻚ ﺁﺗﻴﻪ ﻭﻣﻄﻮﻑ ﺑﻪ” ﺛﻢ ﺟﺎء ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻌﻼﻡ ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩيننا ﻭﻧﺮﺟﻊ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺤﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺻﺮﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻨﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﻌﺎﻡ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻧﻚ ﺁﺗﻴﻪ ﻭﻣﻌﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺮﻓﺎ ﺑﺤﺮﻑ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮاﻃﺆ ﻭﻻ ﺗﺸﺎﻋﺮ ﺑﻞ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻣﺤﺐ ﻟﻤﺤﺒﻮﺏ… ﻭﻣﻦ ﻫﺬا ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﺮﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﻮﺭ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻨﺰﻝ ﺑﻬﺎ اﻟﻮﺣﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺗﻘﻮي ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻮاﻝ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﺬا ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﻬﻤﺔ ﺑﻪ ﻭﺗﻮﺟﻪ اﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭاﺗﺤﺎﺩ ﻣﺮاﺩﻩ ﺑﻤﺮاﺩﻩ ﻭﺭﺑﻤﺎ اﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ اﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺽ ﻭاﻟﺼﺤﺔ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﻭاﻟﺤﺰﻥ ﻭاﻟﺨﻠﻖ.
وقال ابن تيمية في مجموع فتاويه أيضا ج 11 ص 394 سئل: عن رجل يحب رجلا عالما. فإذا التقيا ثم افترقا حصل لذلك الرجل شبه الغشي من أجل الافتراق فهل هذا من الرجل المحب أم هو تأثير الرجل؟ فأجاب: الحمد لله، سببه من هذا مثل الماء إذا شربه العطشان حصل له لذة وطيب وسببها عطشه وبرد الماء وكذلك النار إذا وقعت في القطن سببه منها ومن القطن. والعالم المقبل على الطالب يحصل له لذة وطيب وسرور بسبب إقبال هذا وتوجهه وهذا حال المحب مع المحبوب والله أعلم.
Lorem Ipsum