الشيخ إبراهيم انياس في الجزائر

الشيخ إبراهيم انياس في الجزائر
كان الشيخ يزور الجزائر موطن الطريقة التجانية كما ذكر بنفسه في كتابه( رحلات الشيخ) ويتصل بعلماء الدولة وهذه رسالته أرسلها إلى رئيس الجزائر حينذاك هك نصها :
فخامة الرئيس البطل الدائر السيد بن يوسف بن خدة رئيس الجمهورية الجزائرية المؤقتة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فقد حملت إلينا أمواج الأثير نبأ اتفاقية وقف إطلاق النار في الجزائر الباسلة عقب المحادثات الأخيرة بين الوفدين الجزائري والفرنسي وهو ولا شك نبأ جدير بأن يستقبل في جميع أنحاء المعمورة بكامل الارتياح، فالتوقيع على هذه الاتفاقية خطوة جريئة جبارة نحو الهدف الكبير، فتقبلوا مني يا سيادة الرئيس أحر التهاني على بالكورة النضال وتباشير النصر المحقق بإذن الله، وأطيب التمنيات أن يحالفكم دواما التوفيق والتأييد من الله العلي القدير. هذا واني لأرجو يا سيادة الرئيس أن تسمحوا لي بهذه المناسبة أن أعرب لكم بإسمي وباسم الجماعة الإسلامية في هذه الأقطار عن بالغ إعجابي وإكباري لكفاح الشعب الجزائري المسلم وبطولة جيش التحرير الوطني وليس على ظهر البسيطة اليوم فيما أعتقد إنسان واحد لا ينحني رأسه أمام هذه المعجزة التي سجلها الشعب الجزائري بقيادة قادته الأبطال الصناديد، وأية معجزة في القرن العشرين التي شهدت بها الدنيا لكم خلال السبع سنين الماضية التي قارعتم طولها لقوات الفرنسية الفتاكة وقوات الحلف الأطلسي الفاجرة واستهدفتم بألوان التقتيل والتنكيل وضروب التعذيب والإرهاب رجالا ونساء وأطفالا، فما نال منكم الوهن لا الضعف ولا الإستكانة، لكنكم صبرتم وصابراتهم وربطتم ورابطتم مومنين بالله وبحقكم في الحياة أحرارا أسيادا في بلادكم التي رويت أرضها بدماء أسلافكم الأبطال، ووارت تربتها أعظما يعز عليها أن تمرح عليها غزاة المستعمرين وأذنابهم إلى أجل غير مسمى، واليوم وأنا أرفع إليكم هذه التهاني والتمنيات لا يخالجني شك لحظة أن الشعب الجزائري الواعي المصمم الذي قضى بثمن غال على أسطورة العصابات….. هذا الشعب الواعي سيواصل طريقه بنفس الحذر واليقظة حتى إعلان استقلاله الناجز الكامل حيث يضع السلاح بارتياح ويحمل أدوات البناء ليبدأ ثورة اجتماعية زاحفة بعد ثورته العسكرية المنتصرة.
وفي الختام أعيد السلام عليكم وعلى حكومتكم وشعبكم وأسأل الله تعالى أن يكتب لكم النصر التام ويحقق بكم أمال الآملين في قيام المغرب العربي الكبير في وحدة سليمة تستفيد منها الجبهات الإسلامية والإفريقية وأن يتولانا وإياكم فهو يتولى الصالحين.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
Lorem Ipsum