ترك السنة لتأليف القلوب

ترك السنة لتأليف القلوب
ومن حكمة الصحابة في دعوتهم ترك بعض السنن أو المستحب أو الأفضل إلى المفضول لتأليف القلوب والتجمع والتوفق حتى لا يقع التفريق والتنفير هذه الحكمة معدومة عند جل دعاة اليوم ربما يسل السيوف لأجل مستحب أو إختلاف بسيط.
سئل الإمام ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ عن بيع أمهات الأولاد وكان بعض الصحابة يبيعهن وكان علي يرى عدم يبيعهن فقال : «فاﻗﻀﻮا ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻘﻀﻮﻥ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻛﺮﻩ اﻻﺧﺘﻼﻑ.. البخاري رقم 3707.
وفي سنن أبي داود رقم 1960 وغيره ﻋﻦْ ﻋَﺒْﺪِ اﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺑْﻦِ ﻳَﺰِﻳﺪَ، ﻗَﺎﻝَ: ﺻَﻠَّﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑِﻤِﻨًﻰ ﺃَﺭْﺑَﻌًﺎ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻋَﺒْﺪُ اﻟﻠَّﻪِ: «ﺻَﻠَّﻴْﺖُ ﻣَﻊَ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺭَﻛْﻌَﺘَﻴْﻦِ، ﻭَﻣَﻊَ ﺃَﺑِﻲ ﺑَﻜْﺮٍ ﺭَﻛْﻌَﺘَﻴْﻦِ، ﻭَﻣَﻊَ ﻋُﻤَﺮَ ﺭَﻛْﻌَﺘَﻴْﻦِ»، ﻗَﺎﻝَ: اﻷَْﻋْﻤَﺶُ، ﻓَﺤَﺪَّﺛَﻨِﻲ ﻣُﻌَﺎﻭِﻳَﺔَ ﺑْﻦُ ﻗُﺮَّﺓَ، ﻋَﻦْ ﺃَﺷْﻴَﺎﺧِﻪِ، ﺃَﻥَّ ﻋَﺒْﺪَ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺃَﺭْﺑَﻌًﺎ، ﻗَﺎﻝَ: ﻓَﻘِﻴﻞَ ﻟَﻪُ: ﻋﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻋُﺜْﻤَﺎﻥَ ﺛُﻢَّ ﺻَﻠَّﻴْﺖُ ﺃَﺭْﺑَﻌًﺎ، ﻗَﺎﻝَ: «اﻟْﺨِﻼَﻑُ ﺷَﺮٌّ».
وقد أخرجه البخاري ومسلم باختصار.
يقول شيخ هؤلاء القوم ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 22 ص 47 : يستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تغيير بناء البيت لما في إبقائه من تأليف القلوب، وكما أنكر ابن مسعود على عثمان إتمام الصلاة في السفر ثم صلى خلفه متما وقال: الخلاف شر..
وقال أيضا ج 22 ص 436 : ويسوغ أيضا أن يترك الإنسان الأفضل لتأليف القلوب واجتماع الكلمة خوفا من التنفير عما يصلح، كما ترك النبي بناء البيت على قواعد إبراهيم لكون قريش كانوا حديثي عهد بالجاهلية وخشي تنفيرهم بذلك، ورأى أن مصلحة الاجتماع والائتلاف مقدمة على مصلحة البناء على قواعد إبراهيم.
وقال ابن مسعود لما أكمل الصلاة خلف عثمان وأنكر عليه فقيل له في ذلك فقال الخلاف شر. ولهذا نص الأئمة كأحمد وغيره على ذلك بالبسملة وفي وصل الوتر وغير ذلك مما فيه العدول عن الأفضل إلى الجائز المفضول مراعاة ائتلاف المأمومين أو لتعريفهم السنة وأمثال ذلك. انتهى.
Lorem Ipsum