الولي الصالح يقول كن فيكون؟

يعطي الله العبد كن فيكون
في جواهر المعاني صفحة 153 قال الشيخ التجاني رضي الله عنه : قول الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه : وأمري بأمر الله إن قلت كن يكن، وقول الشيخ زروق رضي الله عنه : في طي قبضتي… الخ
الجواب : معنى ذلك أن الله ملكهم الخلافة العظمى ويملكهم كلمة التكوين متى قالوا للشيئ كن كان من حينه.
ومن العجب أن نرى بعض أتباع ابن تيمية يكفرون كل قائل أن الله ملكه كلمة التكوين ! ويزعمون أن التكوين صفة لله وخاص به سبحانه وتعالى ومن ادعاه لنفسه فهو مشرك !. هذا مجرد الزعم فقط ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نص يقول أن التكوين خاص لله لا يعطيه أحدا.
إعلم أن كلمة كن التي يقولها بعض الصوفيين مرادهم بها إيقاع كل ما يريدون وقوعه كما ثبت في الحديث : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبر أخرجه البخاري رقم 2703 ومسلم رقم 1675 وغيرهما.
وقد اختلاف العلماء في معنى كن فيكون هل هو خطاب حقيقي أم هو عبارة عن سرعة التكوين؟ يقول شيخ هؤلاء القوم ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 8 ص 182 : ﺗَﻨَﺎﺯَﻋُﻮا ﻓِﻲ اﻷَْﻭَّﻝِ (يعني التكوين) هل ﻫُﻮَ ﺧِﻄَﺎﺏٌ ﺣَﻘِﻴﻘِﻲٌّ ﺃَﻡْ ﻫُﻮَ ﻋِﺒَﺎﺭَﺓٌ ﻋَﻦْ اﻻِﻗْﺘِﺪَاﺭِ ﻭَﺳُﺮْﻋَﺔِ اﻟﺘَّﻜْﻮِﻳﻦِ ﺑِﺎﻟْﻘُﺪْﺭَﺓِ؟ ﻭَاﻷَْﻭَّﻝُ ﻫُﻮَ اﻟْﻤَﺸْﻬُﻮﺭُ ﻋِﻨْﺪَ اﻟْﻤُﻨْﺘَﺴِﺒِﻴﻦَ ﺇﻟَﻰ اﻟﺴُّﻨَّﺔِ.
وهذا ابن تيمية يقر بنفسه أن الله سبحانه وتعالى يملك لبعض عباده كلمة التكوين قال في مجموع فتاويه ج 4 ص 377: ﻭَﻗَﺪْ ﺟَﺎءَ ﻓِﻲ اﻷَْﺛَﺮِ: ” {ﻳَﺎ ﻋَﺒْﺪِﻱ ﺃَﻧَﺎ ﺃَﻗُﻮﻝُ ﻟِﻠﺸَّﻲْءِ ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃَﻃِﻌْﻨِﻲ ﺃَﺟْﻌَﻠْﻚ ﺗَﻘُﻮﻝُ ﻟِﻠﺸَّﻲْءِ ﻛُﻦْ ﻓَﻴَﻜُﻮﻥُ.
وقال فيه ج 10 ص 493 : ﻭَﻋَﻼَﻣَﺔُ ﻓَﻨَﺎءِ ﺇﺭَاﺩَﺗِﻚ ﺑِﻔِﻌْﻞِ اﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻧَّﻚ ﻻَ ﺗُﺮِﻳﺪُ ﻣُﺮَاﺩًا ﻗَﻂُّ ﻓَﻼَ ﻳَﻜُﻦْ ﻟَﻚ ﻏَﺮَﺽٌ ﻭَﻻَ ﺗَﻘِﻒُ ﻟَﻚ ﺣَﺎﺟَﺔٌ ﻭَﻻَ ﻣَﺮَاﻡٌ؛ ﻷَِﻧَّﻚ ﻻَ ﺗُﺮِﻳﺪُ ﻣَﻊَ ﺇﺭَاﺩَﺓِ اﻟﻠَّﻪِ ﺳِﻮَاﻫَﺎ ﺑَﻞْ ﻳَﺠْﺮِﻱ ﻓِﻌْﻠُﻪُ ﻓِﻴﻚ ﻓَﺘَﻜُﻮﻥُ ﺃَﻧْﺖَ ﺇﺭَاﺩَﺓَ اﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻭَﻓِﻌْﻠَﻪُ، ﺳَﺎﻛِﻦَ اﻟْﺠَﻮَاﺭِﺡِ، ﻣُﻄَﻤْﺌِﻦَ اﻟْﺠَﻨَﺎﻥِ، ﻣَﺸْﺮُﻭﺡَ اﻟﺼَّﺪْﺭِ، ﻣُﻨَﻮَّﺭَ اﻟْﻮَﺟْﻪِ، ﻋَﺎﻣِﺮَ اﻟْﺒَﺎﻃِﻦِ، ﻏَﻨِﻴًّﺎ ﻋَﻦْ اﻷَْﺷْﻴَﺎءِ ﺑِﺨَﺎﻟِﻘِﻬَﺎ ﺗﻘﻠﺒﻚ ﻳَﺪُ اﻟْﻘُﺪْﺭَﺓِ، ﻭَﻳَﺪْﻋُﻮﻙ ﻟِﺴَﺎﻥُ اﻷَْﺯَﻝِ، ﻭَﻳُﻌَﻠِّﻤُﻚ ﺭَﺏُّ اﻟْﻤُﻠْﻚِ ﻭَﻳَﻜْﺴُﻮَﻙ ﻧُﻮﺭًا ﻣِﻨْﻪُ ﻭَاﻟْﺤُﻠَﻞَ، ﻭَﻳُﻨْﺰِﻟُﻚ ﻣَﻨَﺎﺯِﻝَ ﻣَﻦْ ﺳَﻠَﻒَ ﻣِﻦْ ﺃُﻭﻟِﻲ اﻟْﻌِﻠْﻢِ اﻷَْﻭَّﻝِ ﻓَﺘَﻜُﻮﻥُ ﻣُﻨْﻜَﺴِﺮًا ﺃَﺑَﺪًا. ﻓَﻼَ ﺗَﺜْﺒُﺖُ ﻓِﻴﻚ ﺷَﻬْﻮَﺓٌ ﻭَﻻَ ﺇﺭَاﺩَﺓٌ ﻓَﺘَﻔْﻨَﻰ ﻋَﻦْ ﺃَﺧْﻼَﻕِ اﻟْﺒَﺸَﺮِﻳَّﺔِ ﻓَﻠَﻦْ ﻳَﻘْﺒَﻞَ ﺑَﺎﻃِﻨُﻚ ﺳَﺎﻛِﻨًﺎ ﻏَﻴْﺮَ ﺇﺭَاﺩَﺓِ اﻟﻠَّﻪِ ﻓَﺤِﻴﻨَﺌِﺬٍ ﻳُﻀَﺎﻑُ ﺇﻟَﻴْﻚ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﻭَﺧَﺮْﻕُ اﻟْﻌَﺎﺩَاﺕِ ﻓَﻴُﺮَﻯ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻨْﻚ ﻓِﻲ ﻇَﺎﻫِﺮِ اﻟْﻌَﻘْﻞِ ﻭَاﻟْﺤُﻜْﻢِ ﻭَﻫُﻮَ ﻓِﻌْﻞُ اﻟﻠَّﻪِ ﺗَﺒَﺎﺭَﻙَ ﻭَﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺣَﻘًّﺎ ﻓِﻲ اﻟْﻌِﻠْﻢِ.
إذًا ابن تيمية ممن يقول بأن الله سبحانه وتعالى يملك بعض الصالحين كلمة التكوين.
قد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة (كن) كما أخرج مسلم في صحيحه رقم 2769 وأحمد في مسنده قال : ﻓَﺒَﻴْﻨَﻤَﺎ هم كذلك (في تبوك) ﺭَﺃَﻯ ﺭَﺟُﻼً ﻣُﺒَﻴِّﻀًﺎ ﻳَﺰُﻭﻝُ ﺑِﻪِ اﻟﺴَّﺮَاﺏُ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﻛﻦ ﺃﺑﺎ ﺧﻴﺜﻤﺔ» ﻓَﺈِﺫَا ﻫُﻮَ ﺃَﺑُﻮ ﺧﻴﺜﻤﺔ اﻷَْﻧْﺼَﺎﺭِﻱُّ،
وفي مستدرك الحاكم رقم 4241 ﻋَﻦْ ﻋَﺒْﺪِ اﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺑْﻦِ ﺃَﺑِﻲ ﺑَﻜْﺮٍ اﻟﺼِّﺪِّﻳﻖِ ﺭَﺿِﻲَ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻬُﻤَﺎ، ﻗَﺎﻝَ : ﻛَﺎﻥَ ﻓُﻼَﻥٌ (الحكم) ﻳَﺠْﻠِﺲُ ﺇِﻟَﻰ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﺈِﺫَا ﺗَﻜَﻠَّﻢَ اﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺑِﺸَﻲْءٍ اﺧْﺘَﻠَﺞَ ﻭَﺟْﻬُﻪُ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ اﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﻛُﻦْ ﻛَﺬَﻟِﻚَ» ﻓَﻠَﻢْ ﻳَﺰَﻝْ ﻳﺨﺘﻠﺞ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ.
قال الحاكم : ﻫَﺬَا ﺣَﺪِﻳﺚٌ ﺻَﺤِﻴﺢُ اﻹِْﺳْﻨَﺎﺩِ.
وقال زين الدين العراقي في المغني عن حمل الأسفار ج 1 ص 875 : سنده جيد.
ولكن أكثر المحدثين ضعفوه لضعف ضرار بن صرد..
Lorem Ipsum