عقيدة جديدة

عقيدة جديدة أيها التاس
ومن عجائب علماء العصر ( المتمسلفين) وتناقضاتهم قولهم : أن الصفات توقيفية لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ثم نجدهم لم يتوقفوا على قاعدتهم بل وصفوا الله بما لم يرد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة حتى أنهم خالفوا الإمام أحمد بن حنبل والإمام الأشعري الذي يدعون أنه رجع إلى عقيدتهم! . سأسوق لك كلام السلف عن الجسمية ونفيهم لوازم الجسمية عن الله سبحانه وتعالى ثم أسوق كلام المعارصرين حيث خالفوا السلف واخترعوا عقيدة جديدة.
قال أبوبكر الخلال في العقيدة ج 1 ص 111 : ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺟﺴﻤﺎ ﻭﺃﻧﻜﺮ – أي أحمد بن حنبل – ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ اﻷﺳﻤﺎء ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭاﻟﻠﻐﺔ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻠﻐﺔ ﻭﺿﻌﻮا ﻫﺬا اﻷﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻃﻮﻝ ﻭﻋﺮﺽ ﻭﺳﻤﻚ ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺟﺴﻤﺎ ﻟﺨﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺊ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﻄﻞ.
وقال أبو الحسن الأشعري في رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 123 : إﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ اﻷﻋﺮاﺽ ﻓﻲ اﻷﺟﺴﺎﻡ.
وفي العقيدة للخلال ج 1 ص 104 : ﻭﻛﺎﻥ – أحمد- ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺪاﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺻﻔﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫاﺗﻪ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﺑﺠﺎﺭﺣﺘﻴﻦ ﻭﻟﻴﺴﺘﺎ ﺑﻤﺮﻛﺒﺘﻴﻦ ﻭﻻ ﺟﺴﻢ ﻭﻻ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ اﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻭاﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭاﻷﺑﻌﺎﺽ ﻭاﻟﺠﻮاﺭﺡ.
قال القاضي أبو يعلى في المعتمد ص 54 فصل 89 الإستواء لا على معنى القعود والمماسة ولا على معنى العلو والرفعة ولا على الإستيلاء… لأنه لم يرد بذلك شرع. وفيه فصل 90 : النزول إلى سماء الدنيا لا على وجه الإنتقال والحركة. وفي فصل 94 : لا يجوز عليه الحد ولا نهاية ولا القبل ولا البعد ولا تحت ولا قدام ولا خلف.
قال أبو الفضل التميمي الحنبلي في كتابه إعتقاد الإمام المنبل ص 32 عن الإمام أحمد قال : لا له مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم : يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الإبانة لأبي الحسن ج 1 ص 112 : ينزل الله ﻧﺰﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﻭاﻧﺘﻘﺎﻝ، ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮا ﻛﺒﻴﺮا.
وقال في رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 128 : اﻹﺟﻤﺎﻉ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺠﻲء ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭاﻟﻤﻠﻚ ﺻﻔﺎ ﺻﻔﺎ ﻟﻌﺮﺽ اﻷﻣﻢ ﻭﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﻭﺛﻮاﺑﻬﺎ، ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺬﻧﺒﻴﻦ، ﻭﻳﻌﺬﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﺯﻭاﻻ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺠﻲء ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺯﻭاﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﺠﺎﺋﻲ ﺟﺴﻤﺎ ﺃﻭ ﺟﻮﻫﺮا، ﻓﺈﺫا ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﺟﻮﻫﺮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻧﻘﻠﺔ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺔ.
قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ج 1 ص 150 : ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﻭاﻟﺤﺸﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻧﺰﻭﻝ ﺫاﺗﻪ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻭاﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ.
وفي متن الطحاوية ص 45 : ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ الله ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭاﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻭاﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭاﻷﻋﻀﺎء ﻭاﻷﺩﻭاﺕ ﻻ ﺗﺤﻮﻳﻪ اﻟﺠﻬﺎﺕ اﻟﺴﺖ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺎﺕ.
قال أبو بكر الخلال في العقيدة ج 1 ص 108
قال أحمد بن حنبل : ﻻَ ﻳﺠﻮﺯ ﺃَﻥ ﻳُﻘَﺎﻝ ﺃﺳﺘﻮﻯ ﺑﻤﻤﺎﺳﺔ ﻭَﻻَ ﺑﻤﻼﻗﺎﺓ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ اﻟﻠﻪ ﻋَﻦ ﺫَﻟِﻚ ﻋﻠﻮا ﻛَﺒِﻴﺮا.
وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة ج 1 ص 21 : ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻤﺎﺳﺔ.
هذا كلام السلف نزهوا الله سبحانه وتعالى عن الجسم والجوارح والأعضاء والحركة ووو الخ كما ترى.
أما المتمسلفون المعاصرون على خلاف ذلك اسمع ما يقولون :
1 – وصف الله بالجسم : قال ابن تيمية في درع التعارض ج 10 ص 306 : لم يقل أحد من السلف إن الله جسم ولا قال إن الله ليس بجسم!! بل أنكروا النفي !!
وفيه ج 1 ص 249 قال : أنكروا على الجهمية نفي الجسم.
نسي الرجل أنه هو بنفسه نفى عن الله الجسمية حيث قال في مجموع فتاويه ج 6 ص 368 :
ﻗﻮﻟﻪ تعالى : {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ} ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء} ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺳﻤﻴﺎ} ﻭﻫﺆﻻء اﻵﻳﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻟﻠﻦ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻔﺎء اﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭاﻟﺘﺸﺒﻴﻪ.
وفي مجموع فتاوى ابن باز ج 3 ص 61 قال ابن باز : ﺗﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﺴﻢ ﻭاﻟﺤﺪﻗﺔ ﻭاﻟﺼﻤﺎﺥ ﻭاﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭاﻟﺤﻨﺠﺮﺓ، ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻗﻮاﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﻼﻡ اﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻭﺗﻜﻠﻔﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻧﻔﺎﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻧﻔﺎﻩ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
في مجموع فتاوى ورسائل لابن عثيمين ج 1 ص 264 ﻭﻧﻔﻲ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭاﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭاﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ اﻟﺴﻠﻒ….. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻴﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺣﻖ ﻗﺒﻞ، ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﺭﺩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻴﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻧﻔﻰ اﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻣﺎﺫا ﺗﺮﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺮﻛﺐ اﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﺑﻌﻀﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭاﻟﻜﻤﺎﻝ ﻗﻠﻨﺎ: ﻧﻔﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﻖ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻭاﻻﺳﺘﻮاء ﻭاﻟﻨﺰﻭﻝ، ﻭاﻟﻤﺠﻲء، ﻭاﻟﻮﺟﻪ، ﻭاﻟﻴﺪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﻠﻨﺎ: ﻧﻔﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺎﻃﻞ.
قلت : يا ابن عثيمين : إذا كان نفي الجسمية لم يرد في الكتاب والسنة ولا يجوز نفيه كما تقول إذًا لما ذا نفيت عدد الأصابع في شرح الأربعين للنووي ص 39 ولم يٓرد نفُيه في الكتاب والسنة؟. وكذلك إثبات ابن باز صفة الشم لله في مسائله رقم 770 هذا الإثبات لم يٓرد في الكتاب والسنة صراحة.
2 – وصف الله بالجوارح : وفي كتاب “التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري” تأليف علي بن عبد العزيز، وقرظه وراجعه أئمة المتمسلفين كـ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم قال فيه ص 23 : نفي الجارحة عن الله من النفي المجمل الذي لم يٓرد به دليل شرعي.
وفيه ص 44 : نفي الجوارح والأعضاء عن الله من النفي المجمل.
3 – وصفه بالشمال قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 25 ص 126 : اليمين ضد الشمال.. له يمين وشمال. مع أن حديث الشمال ضعيف كما قال الألباني.
4 – وصفه بالمماسة : في تلبيس الجهمية لابن تيمية ج 4 ص 343 قال : جائت الأحاديث بثبوت المماسة كما دل على ذلك القرآن وقاله أئمة السلف وهو متعلق بمسألة العرش وخلق آدم بيده….. وفيه ج 5 ص 127 قال : وليس في مماسته للعرش ونحوه محذور.
5- وصفه بالحركة والإنتقال : قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 5 ص 55 وهو يرد على الإمام البيهقي : ومعلوم أن نفي الحركة والإنتقال دخول في التكييف بغير علم ونحن ممنوعون من ذلك.
6- وصفه بالإستقرار وفي مجموع فتاوى ورسائل لابن عثيمين ج 4 ص 281 قال : معنى استواء الله على عرشه علوه واستقراره عليه.
وفيه ج 5 ص 404 قال : الرحمان استوى أي استقر.
ومن العجب أن يقر ابن تيمية بأن معنى الإستواء والإستقرار بينهما فرق قال في مجموعه ج 3 ص 50 : وقد علم أن بين مسمى الإستواء والإستقرار والقعود فروقا معروفا.
7- وصفه بالقعود : قال عبد الرحمن بن البراك في شرحه العقيدة التدميرية ص 283 أن الله قائد على العرش.
8- وصفه بالحد : لأبي بكر الدشتي كتيب سماه “إثبات الحد لله” فيه أن الله جالس على العرس قاعد عليه وله حد…
قال معلق الكتاب أبو عبد الله عادل في مقدمة الكتاب ص 8 : أن الألباني ذم الكتاب وقال : ليس فيه ما يشهد لذلك من الكتاب والسنة!! .
9- وصفه بالشم : ثبت في كتاب مسائل الإمام بن باز رقم 770 هل يجوز إثبات صفة الشم لله فقال : ليس ببعيد. وقال عبد الرحمن البراك في التعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري رقم 14 : قوله ” لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك” ليس نصا في إثبات الشم بل هو محتمل لذلك فلا يجوز نفيه من غير حجة.
10 – وصفه بالظل : قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 28 ص 402 : فهو – أي الله – له ظل يليق به سبحانه.
قلت : الصحيح أن الظل المذكور في الأحاديث هو ظل العرش.
Lorem Ipsum