فضل صلاة الفاتح على القرآن

فضل صلاة الفاتح على القرآن
في جواهر المعاني صفحة 57 : المرة الواحدة من صلاة الفاتح بستمائة ألف صلاة… الخ
كان الشيخ التجاني رضي الله عنه يقول بأفضلية صلاة الفاتح على جميع الصلوات ثوابا وليس الشيخ أول من قال بأفضلية صلاة الفاتح بل سبقه إلى ذلك الشيخ محمد البكري وغيره.
أما القول بأن صلاة الفاتح أفضل من القرآن ستة آلاف مرة فقول مدسوس لم يثبت عن الشيخ التجاني رضي الله عنه راجع “البيان والبيان” للشيخ إبراهيم الكولخي رضي الله عنه.، وكتاب “الدفاع عن طرق أهل الهدى” وكذلك كتاب “المغير” للشيخ إبراهيم الشريف صالح ص 66. وكتاب جناية المنتسب للشيخ أحمد سكيرج ص 8.
أخي الكريم إعلم أن تفضيل صلاة الفاتح على القرءان يناقض قول الشيخ التجاني رضي الله عنه في جواهر المعاني ص 73 : “أن تفضيل القرآن على جميع الكلام من الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام فأمر أوضح من الشمس كما هو معلوم في استقراء الشرع وأصوله شهدت به الآثار الصحيحة .”
وقال في ص 74 : القرءان هو أفضل الذكر….. الخ
قلت : بهذا يتبين لكم أن تفضيل صلاة الفاتح على القرآن لم يثبت عن الشيخ قطعا كما قال الأئمة بل هذا الخبر دسه أعداء الشيخ في نسخة جواهر المعاني المطبوعة المتداولة لا يوجد هذا الخبر في النسخة الأصلية.
ادعى المخالفون أن في كتب أشياخهم دس مثل هذا ثبت في ملتقى أهل الحديث ط١، ج 69، ص 473 : “أن الفتوى المنسوبة للشيخ الإسلام ببقاء الخضر والله أعلم بصحة نسبتها…” الخ .
وفيه أيضا ج 40، ص 283 ساق كلام ابن تيمية في مجموع فتاويه ثم قال: “لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ الإسلام! أو فيه رائحة تحريف”.
وفيه ج 80، ص 314 : قيل أن في كتب الألباني دس! .
وفي ملتقى أهل الحديث ط٢، ج 34، ص 168( قالوا: “أن كتاب الكبائر مدسوس على الذهبي”.
قلت: وعلى هذا فلا غرابة أن يقع دس في كتب الصوفية أيضا كجواهر المعاني أو غيره .
أوردت بهذا البيان توضيحا للأحباب أما المنكر الذي جمد وأبى قبول الحق وألزم التجانيين هذا الأثر عنادا أقول له: تفضيل الأذكار على القرآن لغرض مقبول عند المسلمين .
ورد في تدريب الراوي ص 392 والمحدث الفاصل 178 قال أبو سعيد الخدري: “مذاكرة الحديث أفضل من قراءة القرآن”.
وفي الفتح ج ص 7 قال : “مجرد زيادة الأجر لايستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة”.
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 11 ص 400 : “أكثر السالكين إذا قرأوا القرآن لا يفهمونه وهم بعد لم يذوقوا حلاوة الإيمان فإذا أقبلوا على الذكر أعطاهم الذكر من الإيمان ما يجدون حلاوته ولذته فيكون الذكر أنفع لهم حينئذ من القرآن!! .”
مثل ما قال ابن تيمية هنا يقول الشيخ التجاني رضي الله عنه في الجواهر ص 73 بعد أن سرد فضل تلاوة القرآن قال : رجل يتلو القرءان سواء علم معانيه أو لم يعلم إلا أنه متجرئ على معصية الله فهذا لا يكون القرءان في حقه أفضل بلى كل ما ازداد تلاوته إزداد ذنبا فصاحب هذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في حقه أفضل من القرآن…. الخ
نقل الألباني قول الشافعية أن الصلاة الفلانية أفضل من الصلاة الفلانية ولم يتعقبه بالرد أو الإنكار قال في صفة صلاته ص 174 : ﺫﻛﺮ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻟﻮ ﺣﻠﻒ ﻟﻴﺼﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﻄﺮﻳﻖ اﻟﺒﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ : اﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﺬاﻛﺮﻭﻥ…… الخ وهي صلاة للإمام الشافعي رضي الله عنه.
إذًا الصلاة الفلانية أفضل من الصلاة الفلانية لم يرد في الحديث بل هي مسألة فقهية خلافية قديمة لا إنكار فيها اتفق العلماء على أن لا إنكار في مسائل الإجتهاد حققنا هذا القول في كتابنا “قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية”
Lorem Ipsum