لا يقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة

لا يقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة
في جواهر المعاني صفحة 53 قال : ولا تقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة المائية لا بالترابية لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر عند قرائتها…وفي الجواهر ص 235 عند شرح جوهرة الكمال قال أنه صلى الله عليه وسلم (يحضر بروحه) لا بجسمه
قلت : هنا نكتتان :
النكتة الأولى : ربما يقول المخالف أن قراءة جوهرة الكمال بالطهارة المائية تشريع جديد لم يأذن الله به مع أن جوهرة الكمال صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأي شئ على المسلم أن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على وضوء !! وأين التشريع الجديد في هذا أيها الناس!
فقد ورد في مسند الإمام أحمد رقم 19034 بإسناد صحيح ﻋَﻦِ اﻟْﻤُﻬَﺎﺟِﺮِ ﺑْﻦِ ﻗُﻨْﻔُﺬٍ، ﺃَﻧَّﻪُ ﺳَﻠَّﻢَ ﻋﻠﻰ ﺭَﺳُﻮﻝِ اﻟﻠﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭَﻫُﻮَ ﻳَﺘَﻮَﺿَّﺄُ، ﻓَﻠَﻢْ ﻳَﺮُﺩَّ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻮَﺿَّﺄَ ﻓَﺮَﺩَّ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﻗَﺎﻝَ: ” ﺇِﻧَّﻪُ ﻟَﻢْ ﻳَﻤْﻨَﻌْﻨِﻲ ﺃَﻥْ ﺃَﺭُﺩَّ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺇﻻ ﺃَﻧِّﻲ ﻛَﺮِﻫْﺖُ ﺃَﻥْ ﺃَﺫْﻛُﺮَ اﻟﻠﻪَ ﺇِﻻَّ ﻋَﻠَﻰ ﻃَﻬَﺎﺭَﺓٍ.
وأخرجه أبو داود رقم 17 وغيره بأسانيد صحيحة.
قال المتشد الألباني في تعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ج 2 ص 196 : ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ ﺣَﺎﺗِﻢٍ ﺭَﺿِﻲَ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪُ: ﻓِﻲ ﻫَﺬَا اﻟْﺨَﺒَﺮِ ﺑَﻴَﺎﻥٌ ﻭَاﺿِﺢٌ ﺃَﻥَّ ﻛَﺮَاﻫِﻴَﺔَ اﻟْﻤُﺼْﻄَﻔَﻰ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺫِﻛْﺮَ اﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻻَّ ﻋَﻠَﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻛَﺎﻥَ ﺫَﻟِﻚَ ﻷَِﻥَّ اﻟﺬِّﻛْﺮَ ﻋَﻠَﻰ ﻃَﻬَﺎﺭَﺓٍ ﺃَﻓْﻀَﻞُ.
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله رقم 2391 ﻋَﻦْ ﻗَﺘَﺎﺩَﺓَ ﻗَﺎﻝَ : ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻳُﺴْﺘَﺤَﺐُّ ﺃَﻥْ ﻻَ ﺗُﻘْﺮَﺃَ اﻷَْﺣَﺎﺩِﻳﺚُ اﻟَّﺘِﻲ ﻋَﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻃُﻬُﻮﺭٍ»
وأيده بأسانيد وشواهد عديدة
وفيه رقم 2395 : ﻛَﺎﻥَ ﻣَﺎﻟِﻚُ ﺑْﻦُ ﺃَﻧَﺲٍ ﻻَ ﻳُﺤَﺪِّﺙُ ﺑِﺤَﺪِﻳﺚِ ﺭَﺳُﻮﻝِ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺇﻻ ﻭَﻫُﻮَ ﻋﻠﻰ ﻭُﺿُﻮءٍ ﺇِﺟْﻼَﻻً ﻟِﺤَﺪِﻳﺚِ ﺭَﺳُﻮﻝِ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ»
وفي ترتيب المدارك للقاضي عياض ج 2 ص 15 قال : ﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺇﺫا ﺟﻠﺲ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺗﻮﺿﺄ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﻓﺮاﺷﻪ ﻭﺳﺮﺡ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﺑﻮﻗﺎﺭ ﻭﻫﻴﺒﺔ.
ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﺃﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻣﺘﻤﻜﻨﺎً.
النكتة الثانية : حضور روح النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءة جوهرة الكمال.
ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو حدث يقول أن روحه صلى الله عليه وسلم محبوس في مكان واحد بل ثيت في الأحاديث الصحيحة كما يأتي أن أرواح الصالحين تسرح حيث شاءت متى شاءت.
ثبت في البخاري 1338 ومسلم 2870 وغيرهما: أنه إذا وضع العبد في قبره أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم…
محل الشاهد قوله (هذا الرجل) وهذا في لغة العرب إشارة إلى حاضر.
وفي البخاري أيضا رقم 3887 وغيره في حديث الإسراء والمعراج قال : ريت آدم في السماء الأولى . ورأيت عيسى في السماء الثانية ورأيت يوسف في السماء الثالثة… ورأيت إدريس في السماء الرابعة.. ورأيت هارون في السماء الخامسة… ورأيت موسى في السماء السادسة… ورأيت إبراهيم في السماء السابعة…الخ
هذا الحديث يدل على أن الأنبياء عليهم السلام غير محبوسين في قبورهم كما يظن بعض الناس لأن النبي صلى الله عليه وسلم مر بموسى عليه السلام وهو يصلى في قبره ثم لقيه في السماء السادسة أيضا وصلى بالأنبياء في المسجد المقدس ثم لقيهم في السماوات، إذًا ما الذي يمنع روح النبي صلى الله عليه وسلم عن حضور مجالس الذكر إن يشاء الحضور!؟.
ومما يصرح أن أرواح الصالحين تسرح حيث شاءت ما ثبت في زهد ابن المبارك رقم 429 قال: أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، وعلي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: التقيا سلمان وعبد الله بن سلام، فقال أحدهما لصاحبه: إن مت قبلي فالقني وأخبرني ما صنع بك ربك، وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك، فقال عبد الله: يا أبا عبد الله، كيف هذا؟ أو يكون هذا؟ قال: “نعم، إن أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت، ونفس الكافر في سجين”.
هنا عرفنا أن أرواح المؤمنين تذهب حيث شاءت متى شاءت
Lorem Ipsum