إهداء ثواب القراءة للميت

حكم القراءة على الميت
القراءة على الميت لإيصال الثواب إليه قد أنكره بعض المتشددين مع ثبوته في الحديث كما يأتي :ش
ثبت في تاريخ ابن معين رواية الدوري رقم 5238 قال : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺒﺸﺮ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﺤﻠﺒﻲ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ اﻟﻠﺠﻼﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺑﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﻰ ﺇﺫا ﺃﻧﺎ ﻣﺖ ﻓﻀﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﺪ ﻭﻗﻞ ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاﺏ ﺳﻨﺎ ﻭاﻗﺮﺃ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﺧﺎﺗﻤﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ يقول ذلك.
وفي رواية الطبراني في الكبير رقم 13613 حدثنا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي ثنا أبي ح وحدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي ثنا أبي ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر قالوا: ثنا مبشر بن إسماعيل حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال قال لي أبي : يا بني إذا أنامت فألحدني فإذا وضعتني في لحدي فقل: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سن على الثرى سنا ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
فقال الخلال: وأخبرني الحسن بن أحمد الوراق حدثني علي بن موسى الحداد وكان صدوقا قال: كنت مع أحمد بن حنبل، ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة، فلما دفن الميت جلس رجل ضرير يقرأ عند القبر، فقال له أحمد: يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة، فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله، ما تقول في مبشر الحلبي؟ قال: ثقة ، قال: كتبت عنه شيئا ؟ قال : نعم، قال: فأخبرني مبشر عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها، وقال: سمعت ابن عمر يوصي بذلك، فقال له أحمد: فارجع، فقل له يقرأ.
قال الهيثمي ج 3 ص 44 : رواه الطبراني في الكبير ورجال موثقون.
زعم المتشدد الألباني أن الحديث ضعيف لأن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج مجهول.. وهو يعلم يقينا أنه وجميع أتباعه لواجتمعو لا يستطيعوا أن يأتو بعالم معتبر ضعف هذا الحديث ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
أما نحن نقول : هذا الحديث حسن الإسناد (عبد الرحمن بن العلاء) قال ابن حجر في التقريب رقم 3975 : مقبول . ووثقه ابن حبان في الثقات رقم 9144 والهيثمي في المجمع ج 5 ص 44 ووثقه ضمنيا ابن معين والإمام أحمد واحتجوا بحديثه وحسنه النووي في الأذكار رقم 846 واحتج به العسقلاني في الإمتاع ج 1 ص 85. وحسنه في الفتح ج 3 ص 184.
وقال علي بن سلطان الهروي كما في جمع الوسائل في شرح الشمائل ج 2 ص 208 قال أبو زرعة : ثقة.
وكذلك وثقه الصالحي فقال في سبيل الهدى والرشاد ج 8 ص 379 : رجاله ثقات.
وأما أبوه فوثقه جميع النقاد قال العجلي وابن حجر : تابعي ثقة وقال الذهبي: وثق وكذلك الهيثمي. راجع الثقات للعجلي رقم 1172 والتقريب ترجمة 5255 والثقات لابن حبان رقم ترجمة 4683 . وباقي رجال السند جبال رواسي.
وله شاهد من طريق آخر قال الخلال في كتابه الأمر بالمعروف ج 1 ص 88 : : أخبرني العباس بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم حدثني أبو شعيب عبد الله بن الحسين بن أحمد بن شعيب الحراني من كتابه قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي حدثنا أيوب بن نهيك الحلبي الزهري مولى آل سعد بن أبي وقاص قال: سمعت عطاء بن أبي رباح المكي قال: سمعت ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة ، وعند رجليه بخاتمتها.
وأخرجه البيهقي في الشعب ج 7 ص 16 رقم 9294 والطبراني ج 12 ص 444 عن الحراني به .
قلت : فيه – يحيى بن عبد الله البابلتي- قال ابن حبان في المجروحين ج 3 ص 127 أنه يعتبر به ما لم يخالف الثقات. وقال ابن عدي في الكامل ج 9 ص 12 : له أحاديث صالحة وفيه ضعف.
وفيه أيضا – أيوب بن نهيك – ضعفه بعض الناس بلا دليل جميع الذين ضعفوه قلدوا على تناقض أبي زرعة حيث قال في الضعفاء ج 3 ص 798 : لم يقرأ علينا حديثه وهو منكر الحديث ! .
قلت : إذا لم يقرأ عليك حديثه يعني لم يكن عندك أحاديثه من أين عرفت أنه منكر الحديث؟! فيه نظر أيها الأحبة. ومن العجب : اتكال الألباني وابن الجوزي والذهبي على قول أبي الفتح الأزدي حيث قال : أيوب بن نهيك متروك ! أقول : الأزدي نفسه ضعيف ! الضعيف في نفسه لا يستطيع أن يضعف الغير أليس كذلك؟ كأن الذهبي نسي أنه هو القائل في سير أعلام النبلاء ج 16 ص 349 ترجمة 250 : ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺨﻄﻴﺐ: ﻛﺎﻥ أبو الفتح الأزدي ﺣﺎﻓﻈﺎ ﺻﻨﻒ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺳﺄﻟﺖ اﻟﺒﺮﻗﺎﻧﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻀﻌﻔﻪ ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ اﻟﻨﺠﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎﺭ اﻷﺭﻣﻮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﻳﻮﻫﻨﻮﻥ ﺃﺑﺎ اﻟﻔﺘﺢ ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻭﻧﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻨﺎﻛﻴﺮ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ الضعفاء ﻣﺆاﺧﺬاﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﺿﻌﻒ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻗﺪ ﻭﺛﻘﻬﻢ انتهى كلام الذهبي.
قلت : فعلى هذا الكلام أن – أيوب بن نهيك- متروك أو منكر الحديث ليس له مقام بل الحق مع ابن حبان حيث عده في الثقات وقال : يخطئ ويعتبر بحديثه. راجع كتاب الثقات لابن حبان ترجمة 6728. فلله الحمد.
وقال النووي في الأذكار رقم 846 : ورواينا في سنن البيهقي بإسناد حسن أن ابن عمر استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن فاتحة البقرة وخاتمتها. وفيه رقم 845 : قال الشافعي والأصحاب يستحب أن يقرؤوا عنده شيئا من القرءان وإن ختموا القرءان كله كان حسنا. وقال العسقلاني في الفتح ج 3 ص 184 : أخرجه الطبراني بإسناد حسن.
وقال العسقلاني أيضا في الإمتاع بالأربعين ج 1 ص 85 : ﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﺁﺛﺎﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺃﺋﻤﺔ اﻷﻣﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬا وذكر الأثر الذي ذكرنا واحتج به. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺨﻼﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫا ﺩﺧﻠﺘﻢ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻓﺎﻗﺮﺃﻭا ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ ﻭﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻭاﺟﻌﻠﻮا ﺫﻟﻚ ﻷﻫﻞ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺭﻭﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺰﻋﻔﺮاﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ.
رؤوس المتشددين أقروا بجواز القراءة على الميت. ثبت في الدرر السنية ج 5 ص 145 : قال شيخ الإسلام : إنما رخص فيها أحمد – يعني القراءة عند الدفن – لأنه بلغه أن ابن عمر أوصى أن يقرأ عند دفنه بأول سورة البقرة وخواتمها وروي عن بعض الصحابة أنه قرأ سورة البقرة، فالقرءان عند القبور هو مأثور في الجملة. انتهى من الدرر السنية.
وفيه ج 5 ص 146 : القراءة وقت الدفن لا بأس به.
قلت : أجازوا القراءة مطلقا كما ثبت في الدرر السنية (ج5 ص150) قالوا: “يجوز إهداء ثواب البدن كقراءة وغيره لميت أو حي.
وفي فتاوى أركان الإسلام (ج1 ص506) قال ابن عثيمين : كل قربة فعلها وجعل ثوابها لحي أو ميت مسلم ينفعه. وفي مجموع فتاوى ابن تيمية (ج24 ص323) قال: “إذا هلل الإنسان سبعون ألف وأهديت إليه نفعه ذلك”. وفي (ص324) قال: “يصل إلى الميت قراءة أهله وتسبيحهم.
وقال ابن القيم في كتاب الروح ج 1 ص 89 : قد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو استغفار أوقراءة تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم. وقال ج 1 ص 117 : قراءة القرءان والذكر فمذهب الإمام أحمد وجمهور السلف وصولها.
Lorem Ipsum