SULAIMANSORE1@GMAIL.COM +2348 132 064 831

كلام الله ليس بحرف ولا بصوت

كلام الله ليس بصوت ولا بحرف


اختلفوا هل كلام الله بحرف وصوت؟ قال أكثر الأشاعرة والماتريدية أن كلامه ليس بحرف ولا بصوت إذ لم يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنص صريح، وذهب بعض الحنابلة على أن كلام الله بحرف وصوت واستدلوا بثلاث أحاديث :
الأول : حديث عبد الله بن أنيس« يحشر اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺑﻌُﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺮُﺏ: ﺃﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ، ﺃﻧﺎ اﻟﺪﻳﺎﻥ»
أخرجه أحمد في مسنده رقم 16042. والبخاري في الأدب المفرد رقم 970 وابن أبي عاصم في السنة رقم 514 وغيرهم.

الثاني : حديث أبي سعيد الخدري«ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﻳﺎ ﺁﺩﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ، ﻓﻴﻨﺎﺩﻯ ﺑﺼﻮﺕ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻚ ﺑﻌﺜﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺭ»
أخرجه البخاري رقم 7483 وغيره.

الثالث : ما علقه البخاري في صحيحه موقوفا على ابن مسعود «ﺇﺫا ﺗﻜﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺳﻤﻊ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﺈﺫا ﻓﺰﻉ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺳﻜﻦ اﻟﺼﻮﺕ، ﻋﺮﻓﻮا ﺃﻧﻪ اﻟﺤﻖ ﻭﻧﺎﺩﻭا»: {ﻣﺎﺫا ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮا اﻟﺤﻖ}. أخرجه البخاري ج 9 ص 141.
فأقول :
1 – حديث الأول ضعيف في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل والقاسم بن عبد الواحد.
في سؤالات ابن أبي شيبة رقم 81 قال : عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف. وقال العقيلي في الضعفاء رقم 872 : عبد الله بن محمد يمسك عن حديثه، وكان مالك لا يروي عنه وكان يحيى بن سعيد لا يروي عنه. وفي تاريخ ابن معين رواية محرز ج 1 ص 72 : عبد الله بن محمد ضعيف الحديث. وفي الجرح لابن أبي حاتم ج 5 ص 154 : عبد الله بن محمد ضعيف في كل أمره لا ممن يحتج بحديثه. قال ابن حبان في المجروحين رقم 522 : كأن رديئ الحفظ كان يحدث عن التوهم فيجيئ بالخبر على غير سنته فلما كثر ذلك وجب مجانبته.

أما القاسم بن عبد الواحد ففي الجرح لابن أبي حاتم رقم 654 سئل أبو حاتم هل يحتج بحديث القاسم بن عبد الواحد؟ فقال يحتج بسفيان وشعبة. (يعني لا يحتج بالقاسم وأمثاله) وذكر الذهبي في الميزان رقم 6823 أن له مناكير وذكر من مناكره حديث واحد.

وهذا الحديث أخرجه الطبراني في مسند الشاميين رقم 156 وفي إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال العقيلي في الضعفاء رقم 917 : عبد الرحمان بن ثابت ضعيف، قال يحيى بن سعيد : ضعيف. وفي تاريخ ابن معين رواية الدارمي رقم 498 : عبد الرحمن ضعيف. وفي الجرح لابن أبي حاتم رقم 1031 قال أحمد بن حنبل : أحاديث ابن ثابت مناكير. وفي الكامل رقم 1109 : ابن ثابت ليس بالقوي وله رأي سوء في عمار بن ياسر. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 6 ص 151 : تغير عقله في أخر حياته.
أما قول الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم ج 1 ص 226 أن الحديث حسن له طريق ثالثة أخرجها الخطيب في الرحلة وفي إسناده ضعف.
هذا التحسين مردود عليه لأن إسناد الذي روي الخطيب في الرحلة ج 1 ص 115 في إسناده كذاب!! ألا وهو عمر بن الصبح، قال المزي في تهذيب الكمال ج 21 ص 398 : عمر بن الصبح منكر الحديث، وقال أبو حاتم : يضع الحديث على الثقات. وقال أنه وضع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الفتح : كذاب. وقال الدارقطني : متروك.

2 – والحديث الثاني : لا حجة فيه لأن قوله فيه « فينادي بصوت» أي ينادي أحد الملائكة، لأنه جاء فيه «إن الله يأمرك» وهذا يدل ظاهرا على أن المنادي ملٓك. وفي مسند أحمد رقم 3677. وفي مسند ابن أبي شيبة رقم 372 بلفظ «إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي يا آدم… وهذه الرواية صرحت أن المنادي ملك.

3 – والحديث الثالث ليس فيه حجة أيضا وذلك لأن قوله «فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت» الصوت هنا هنا للسماء لا لله تعالى والدليل على ذلك أن باقي الروايات الصحيحة بينت ذلك ففي سنن أبي داود رقم 4738 وابن خزيمة في التوحيد ج 1 ص 352 والدارمي في الرد على الجهمية رقم 308 بلفظ «إذا تكلم الله بالوحي سُمع أهلُ السموات للسماء صلصلةُ…. وأخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة رقم 316 بأوضح قائلا :«إذا تكلم أخذت السموات منه رعدةٌ شديدةٌ خوفا من الله فإذا سمع بذلك – أي رعدة السماء – أهل السموات صعقوا»… الخ. وقوله تعالى { وكلم الله موسى تكليما} ليس فيه ما يدل أنه بحروف وصوت وكذلك قوله تعالى { فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى أنا الله رب العالمين} ليس في هذه الأية ما يثبت أن ندائه بحرف وصوت.
وكذلك لا يلتفت إلى الإسرائيليات المنقولات أن نبي الله موسى عليه السلام مثّل كلام الله بصوت الصواعق، هذا من الأخبار التي لم يصح فيها حديث كما قال البيهقي في الأسماء والصفات ج 2 ص 31.

قال أبو حنيفة كما في الفقه الأكبر المنسوب إليه ج 1 ص 26 : ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻵﻻﺕ ﻭاﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻼ ﺁﻟﺔ ﻭﻻ ﺣﺮﻭﻑ ﻭاﻟﺤﺮﻭﻑ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻭﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ.
تقدم أن نسبة كتاب فقه الأكبر للإمام أبي حنيفة لم يصح، والعجب أن نرى ابن تيمية يحتج به في مجموعه ج 5 ص 183 – 140 – 47- 46 – وفي درء التعارض ج 6 ص 263. وفي ج 7 ص 441. وفي منهاج السنة ج 3 ص 139.
ثم يدعي في مجموع فتاويه ج 12 ص 272 : ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻛﻼﺏ ” ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ: ﺇﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ، ﻭﺣﺮﻭﻓﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ.
لعله لا يعلم أن أبا حنيفة سبق ابن كلاب إلى نفي الحروف عن الله! وأبو حنيفة تابعي رأى أنس بن مالك وتوفى قبل ولادة ابن كلاب بأعوام

قد يكون الكلام بلا حرف ولا صوت

يقول جمهور المسلمين – غير الحنابلة – أن الله يتكلم كلاما يليق به لا يقال بحرف وصوت إلا بنص صريح وليس في الكتاب والسنة الصحيحة أنه سبحانه وتعالى يتكلم بحرف وصوت كما قدمنا ثم قد يكون الكلام بلا حرف ولا صوت ودليل ذلك قول عمر بن الخطاب : (ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﻫﻴﺄﺕ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ)
أخرجه البخاري رقم 3668. وابن سعد في طبقاته ج 2 ص 206. والبيهقي في الإعتقاد ج 1 ص 346 وغيرهم بإسناد صحيح.
وفي رواية ( ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺯﻭﺭﺕ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ)
أخرجه البخاري رقم 6830. وأحمد رقم 391. والبيهقي في سننه رقم 16535.
فسمى ما هيأ كلاما وسمى تزوير الكلام عنده كلاما قبل التلفظ به.
ويقول بعض أهل السنة كالأشاعرة وغيرهم أن كلام الله نفسي، وتكلمنا آنفا أن ابن تيمية قال في مجموع فتاويه ج 5 ص 532 أن أبا داود الظاهري ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ بل ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ؛ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ثم ناقض نفسه قائلا في مجموع فتاويه ج 5 ص 265 : ﻗﻮﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺇﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺮﻑ ﻭﺻﻮﺕ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ : ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻻ ﻫﺬا ﻭﻻ ﻫﺬا ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻉ؛ ﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ.

Lorem Ipsum

Leave Your Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Cheikh Souleymane Sore - Copyright 2024. Designed by Habib JS