تناقضات المتمسلفين في العقيدة

تناقضات المتمسلفين في التوحيد
ومن تناقضات المتمسلفين في التوحيد تناقضهم في قولهم الباطل ودعواهم الفارغة بقدم نوع الخلق وتسلسل الحوادث، وأن الحوادث لا أول لها هذا كله من بواطلهم بل الإيمان الصحيح أن يعتقد المسلم أن الله أزلي بصفاته وأسمائه ليس لأزليته أول بل هو الأول بنص القرآن قال الله سبحانه {هو الأول والأخر والظاهر والباطن} وأما الخلاق فلها أول وإبتداء قال الله تعالى {أفعيينا بالخلق الأول} وقال { الله يبدأ الخلق ثم يعيده} وقال {أمن يبدأ الخلق ثم يعيده} هذه الآيات تنص بابتداء الخلق.
وفي صحيح البخاري رقم 3191 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان الله ولم يكن شيئ غيره » وأخرجه الطبراني رقم 498. وابن أبي عاصم في الأوائل رقم 156. وابن حبان في صحيحه 6140. والبيهقي في السنن رقم 17702. وأبو نعيم في الحلية ج 8 ص 259. والدارمي في الرد على الجهمية رقم 40.
وأخرجه البخاري بلفظ «ولم يكن شيئ قبله» برقم 7418. وابن حبان رقم 6142.
وأخرجه أحمد رقم 19876 بلفظ« كان الله قبل كل شيء»
وقال البيهقي في الإعتقاد ج 1 ص 91 : ﻗﺎﻝ اﻷﺳﺘﺎﺫ اﻹﻣﺎﻡ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﻗﻮﻟﻪ: «ﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ» ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ، ﻻ اﻟﻤﺎء ﻭﻻ اﻟﻌﺮﺵ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻏﻴﺎﺭ.
ومع هذه النصوص والأحاديث الصحيحة تجاهل عنها ابن تيمية وقال بقدم النوع! قال في مجموع فتاويه ج 18 ص 239 : فالأزل معناه عدم الأولية … وإن قُدر أن نوعها – أي الخلق- لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل بل هي من كماله…
وقال في درع التعارض ج 2 ص 148 : ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﻦ ﻭاﻓﻘﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ اﻟﻨﻮﻉ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﺑﻞ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻭﺙ اﻟﻨﻮﻉ ﻭﺣﺪﻭﺙ اﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻓﺮاﺩﻩ.
قلت : ما الفرق بين النوع والأفراد؟ وهذا القول ﻳﻠﺰﻡ ﻋﺪﻡ ﺃﻭﻟﻴﺔ اﻟﻠﻪ هذا كفر وضلال ورد لحديث « كان الله ولم يكن شيئ غيره» حتى أتباع ابن تيمية تناقضوا في هذه المسألة الباطلة منهم من رفضها كالألباني! ومنهم من تناقض وحير فيها كابن عثيمين ومنهم من يراها من المسائل المحدثة .
ومما أدّى ابن تيمية إلى هذه العقيدة المنحرفة ظنه أن الله إذا كان في الأزل وحده ولا شيئ غيره ثم خلق الأشياء يقتضي أنه كان معطلا عن الفعل حينئذ وذلك نقص!!. وظنه هذا من إلهام الشيطان لأن الرب سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته المقدسة غنيا عن العالمين يفعل ما يشاء متى شاء وقدر الأشياء قبل الخلق كما قال النبي صلى الله عليه« إن الله قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة» أخرجه أحمد في مسنده رقم 11602. وابن أبي عاصم في السنة رقم 361. والنسائي في الكبرى رقم 7651 وابن حبان رقم 4193 بإسناد صحيح.
هذه المسألة الدخلية هرب منها علماءُ فتاوى اللجنة الدائمة السعودية حيث قالوا ط2 ج 2 ص 408 : لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء.
إسمع ما قال سلف ابن تيمية في أزلية الصفات وحدوث الحوادث :
قال أبو بكر الخلال في العقيدة ج 1 ص 106 : قال أحمد بن حنبل : لم يزل مريدا والإرادة صفة في ذاته والله مريد لكل ما علم أنه كائن. وقال ص 109 : لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق من علمه أنه يكون مما يرضيه.
وقال الدارمي الحنبلي في نقضه على المريسي ج 1 ص 162 ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻪ صفة ﻭﻻ اﺳﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻠﻖ، ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﻘﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ، ﻭﺭاﺯﻗﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺮﺯﻭﻗﻴﻦ، ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻴﻦ، ﻭﺳﻤﻌﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮاﺕ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ …. إﻥ ﻟﺤﺪﻭﺙ اﻟﺨﻠﻖ ﺣﺪا ﻭﻭﻗﺘﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺯﻟﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﺣﺪ ﻭﻻ ﻭﻗﺖ.
وقال ممهد عقيدة الحنابلة وناشرها القاضي أبو يعلى الفراء في المعتمد ص 38 فصل 51 : والحوادث لها أول اُبتُدئت فيه خلافا للملحدة… فلو كان فيها ما لا أول له لوجب أن يكون قديما وذلك فاسد.
وقال في ص 107 فصل 198 : القديم سبحانه وتعالى فعل العالم بعد أن لم يكن فاعلا..
قال أحد أتباع ابن تيمية في السعودية أعني أحمد الحازمي في كتابه شرح سلم الوصول ج 7 ص 13 : ﻟﻪ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﺮﺑﻮﺏ. ﻭاﺳﻢ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻻ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﺩﺙ ﻟﻮﺟﻮﺩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺗﻌﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﺨﻠﻖ وﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﺨﻠﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺮاﺯﻕ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺟﺪ اﻟﻤﺮﺯﻭﻕ ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻃﻞ.
قلت : هذا هو العلم الذي جهله ابن تيمية وحاد عن طريق أسلافه وادعى قدم نوع الخلق وحدوث أفرادها نسأل الله السلامة.
قال ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية ج 1 ص 315 : وكل شيئ مخلوق من العدم بعد أن لم يكن وهذه المسألة ضل فيها من ضل من الناس وزعموا أن المخلوقات قديمة النوع… فلا يلزم من قولنا بقدم الحوادث أن تكون قديمة كقدم الله وأن تكون شريكة لله في الوجود. ونقض نفسه ص 318 وقال : وقول المؤلف (وضل من أثنى عليها بالقدم) : إن أراد من أثنى عليها بالنوع فليس بصحيح!! وإن أراد من أثنى عليها بالعين فهذا صحيح.
قلت : نسي أنه هو القائل ص 315 : (وزعموا أن المخلوقات قديمة النوع… وكل هذا ضلال.
وقالت فتاوى اللجنة ط2 ج 2 ص 408: تسلسل الحوادث هي من العبارات المحدثة التي أحدثها علماء الكلام…. لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء.
وقال ابن جبرين في شرح الطحاوية ج 11 ص 22 : قولهم – أي الجهمية – بامتناع حوادث لا أول لها : الأٓوْلى بنا عدم الخوض في مثل ذلك وأن نقول : الله أعلم بالمخلوقات التي خلقها أولا ومتى ابتدأ خلقه لها.
أما الألباني فقال في تعليقه على متن الطحاوية ص 53 : إن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق والقائلون بحوادث لا أول لها مخالفون لهذا الإتفاق لأنهم يصرحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول له كما صرح بذلك ابن تيمية في بعض كتبه.
وقال في الصحيحة ج 1 ص 258 : القلم أول مخلوق ولقد أطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول ولا تقبله أكثر القلوب…. ويقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له فذلك القول منه غير مقبول بل هو مرفوض.
وقال أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر ج 1 ص 118 : أجمعوا على أن العالم بما فيه من أجسام وأعراض محدث اخترع أجناسه وأحدث جواهره.
قال ابن حزم في مراتب الإجماع ج 1 ص 167 : ﺑﺎﺏ ﻣﻦ اﻹﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩاﺕ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﺑﺎﺟﻤﺎﻉ اﺗﻔﻘﻮا اﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﺛﻢ ﺧﻠﻖ اﻻﺷﻴﺎء ﻛﻠﻬﺎ.
وفي لسان الميزان ج 7 ص 30 في ترجمة أبي حاضر ﻳﻘﺎﻝﻟﻪ اﻟﻨﺼﻴﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﺫﻛﺮ ﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻥ اﻟﺨﻠﻖ ﻟﻢ ﻳﺰاﻟﻮا ﻣﻊ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ ﺣﻮاﺩﺙ ﻻ ﺃﻭﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻭاﻫﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.
Lorem Ipsum