SULAIMANSORE1@GMAIL.COM +2348 132 064 831

أبو الحسن الأشعري يؤول


أبو الحسن الأشعري يؤول ويفوض


أما الإمام أبو الحسن الأشعري والمنتسبون إليه أجازوا التأويل والتفويض معا إذا دعت الحاجة إلى أحدهما وكان أبو الحسن يميل إلى التفويض أكثر من التأويل وأكثر المنتسبين إليه على عكس ذلك ترى أكثرهم يميلون إلى التأويل اقتداء بابن عباس وتلاميذه رضي الله تعالى عنهم قال صلاح الدين العلائي في إثارة الفوائد ج 1 ص 219 : ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻣﻊ اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄﻥ اﻟﻈﺎﻫﺮ اﻟﻤﻮﻫﻢ ﻟﻠﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﻗﺒﻮﻝ اﻟﺤﻮاﺩﺙ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺘﺄﻭﻳﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﺠﺎﺯ ﻛﻼﻡ اﻟﻌﺮﺏ ﻭاﺳﺘﻌﺎﺭاﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﻴﻦ ﻳﺴﻠﻜﻪ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻷﺷﻌﺮﻱ، ﻭﻟﻴﺴﺎ ﺑﻘﻮﻟﻴﻦ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺋﻤﺔ، ﺑﻞ ﻫﻤﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻟﻠﻘﻄﻊ ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﺤﺪﻭﺙ.
قلت : صدق صلاح الدين في كلامه كان أبو الحسن يسلك طريق التأويل أحيانا كما نراه يقول في كتابه رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 130 : اﻹﺟﻤﺎﻉ اﻟﺘﺎﺳﻊ : ﻭﺃﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ اﻟﻄﺎﺋﻌﻴﻦ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﺭاﺩﺗﻪ ﻟﻨﻌﻴﻤﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﺘﻮاﺑﻴﻦ ﻭﻳﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭﻳﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻏﻀﺒﻪ ﺇﺭاﺩﺗﻪ ﻟﻌﺬاﺑﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻀﺒﻪ شيئ 

وكذلك كان أبو الحسن يقول بأن اللفظ – أي الصوت – والحرف مخلوق قال ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري ج 1 ص 150 : قال -أي أبو الحسن- اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻻ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺤﺮﻭﻑ اﻟﻤﻘﻄﻌﺔ ﻭاﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭاﻷﻟﻮاﻥ ﻭاﻷﺻﻮاﺕ ﻭاﻟﻤﺤﺪﻭﺩاﺕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻜﻴﻔﺎﺕ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻣﺨﺘﺮﻉ.
وقال الشهرستاني في الملل والنحل ج 1 ص 96 : ﻭاﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ اﻷﺷﻌﺮﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺳﻮﻯ اﻟﻌﺒﺎﺭة، ﻭاﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎﻥ.
وعلى هذا نقول أن أبالحسن يوافق أحمد في بعض المسائل ويخالفه في بعض لذلك ترى بعض الحنابلة يذمونه ويبتدعونه كأنهم لا يعلمون أن الحق لم ينحصر في مذهب واحد وقد خالف البخاري ومسلم وجمع من المحدثين قول أحمد في اللفظ ولم يكونوا مبتدعين.

تنبيه : ادعى بعض العلماء أن أبالحسن الأشعري له ثلاث مراحل : الأولى كان معتزليا ثم تاب ومال إلى طريقة ابن كُلاّب ثم تاب ثانيا ورجع إلى أهل السنة والجماعة. ومرادهم بأهل السنة هنا (مذهب الحنابلة)
هذا الخبر ليس له أي أصل وليس له إسناد ثابت ألبتة ابحث كل البحث لن ترى لهذا الخبر أصلا موثوقا بل الثابت هو رجوعه من الإعتزال إلى طريق الحق فقط يوافق أحمد أحيانا وأحيانا يخالفه ليس هناك أي مراحل يُذكر.

قال ابن تيمية في منهاج السنة ج 5 ص 277
ﻭﻛﺎﻥ – أي أبو الحسن – ﺫﻛﻴﺎ، ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻋﻨﻬﻢ، – أي المعتزلة – ﻭﺻﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻧﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺑﻦ ﻛﻼﺏ، ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳٓﻌﺮﻑ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
قلت : لعل الداعي أن أبا الحسن الأشعري له ثلاث مراحل لم يطلع على كتاب أبي علي الأهوازي الحنبلي المجسم قد ألف كتابا في ذم أبي الحسن وسماه ” مثالب ابن أبي بشر” وهذا الرجل الأهوازي مجسم يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله بمنى على جمل أورق عليه جبة، رجع سير أعلام النبلاء للذهبي ج 13 ص 288. لو كان له ثلاث مراحل لما رده بعض الحنابلة كالأهوزي.

Lorem Ipsum

Leave Your Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Cheikh Souleymane Sore - Copyright 2024. Designed by Habib JS