التشدد وسرعة الإنكار يدمر الأمة الإسلامية

التشدد وسرعة الإنكار
تأملت في النزاعات والإختلافات التي طرأت على الأمة الإسلامية فإذا هي نشأت عن التشدد وسرعة الإنكار في بعض المسائل قبل بحث دقيق ورجوع إلى أربابها. وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد في غير موضع التشديد قائلا كما في صحيح مسلم رقم 2670 عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا. ومعنى التنطع التشدد.
وأما سرعة الإنكار بلا تحقق فهي أم الخبائث التي وقع فيها كثير من الناس فإذا سمعوا عن بعض العارفين كلمة أو مسألة تحمل وجوها لا يحملونها على الوجه الأحسن بل يحملونها على الوجه الأسوأ كأنهم نسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : “من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال” . أخرجه أحمد 5385 وغيره بإسناد صحيح.
وكأنهم طرحوا وصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث قال: كما في أمالي المحاملي رقم 460 حدثنا الحسين حدثنا زياد بن أيوب حدثنا محمد بن يزيد عن نافع بن عمر الجمحي عن سليمان بن عبيد قال: قال عمر بن الخطاب:«لا تظنن بكلمة خرجت من في امرئ مسلم سوءا وانت تجد لها في الخير محملا.
قلت : رجاله ثقات وله شواهد، أخرجه الزبير بن بكار في أخباره ج 1 ص 32 حدثني عمي مصعب بن عبد الله، عن جدي عبد الله بن مصعب، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكره. وفي المخلصيات ج 4 ص 84 قال : حدثنا أبوأحمد عبدالواحد بن المهتدي قال حدثني أبوالعباس أحمد بن بكر قال حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال حدثنا إبراهيم بن موسى المكي عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكره. وفي الأربعين لأبي الفتوح الطائي ج 1 ص 150 قال :أخبرنا تاج الإسلام أبو بكر محمد بن منصور السمعاني أخبرناالشيخ أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر، حدثنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، حدثنا أبو الحسن الحافظ، حدثنا إبراهيم بن حماد، وأحمد بن عبد الله بن الوكيل، قالا: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا يعقوب بن الوليد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكره.
Lorem Ipsum